تقرير: السودان يتصدر أزمات النزوح والجوع عالميًا في 2025
كتبت: د. هيام الإبس
كشف تقرير توقعات النزوح العالمي لعام 2025، الصادر عن المجلس الدنماركي للاجئين في 14 مارس 2025، عن توقعات بارتفاع غير مسبوق في حالات النزوح القسري حول العالم. وأشار التقرير إلى أن عدد النازحين الجدد خلال العام الجاري سيصل إلى 4.2 مليون شخص، وهو أعلى رقم توقعه المجلس منذ عام 2021، مع احتمال فرار 2.5 مليون شخص آخر بحثًا عن الأمان في عام 2026.
السودان في صدارة الأزمات الإنسانية
أفاد التقرير بأن السودان سيمثل الأزمة الإنسانية الأكثر إلحاحًا عالميًا، حيث سيستأثر وحده بما يقرب من ثلث حالات النزوح الجديدة، متجاوزًا أزمات النزوح في أفغانستان وميانمار وجمهورية الكونغو الديمقراطية. ووفقًا لتوقعات المجلس، سيظل السودان في صدارة الأزمات الإنسانية، إذ يُتوقع أن يُشرد 2.1 مليون شخص إضافي بحلول نهاية عام 2026، مما سيرفع العدد الإجمالي للنازحين داخليًا وفي الدول المجاورة إلى 12.6 مليون شخص.
تراجع الدعم الدولي وتفاقم الأزمة الإنسانية
يحذر التقرير من أزمة إنسانية غير مسبوقة، إذ يُتوقع أن تؤدي الحروب والهجمات على المدنيين إلى نزوح 6.7 مليون شخص خلال العامين المقبلين، في ظل تراجع كبير في المساعدات الدولية. كما أشار المجلس إلى انسحاب كل من الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، وألمانيا من تقديم الدعم الإنساني، مما يزيد من معاناة الفئات الأكثر ضعفًا.
تحليل النزوح وفق نموذج “فورسايت”
يعتمد التقرير على نموذج “فورسايت”، الذي طوره المجلس الدنماركي للاجئين بالشراكة مع شركة IBM وبتمويل من الحكومة الدنماركية، لتحليل اتجاهات النزوح باستخدام 148 مؤشرًا تغطي العوامل الاقتصادية والأمنية والسياسية والبيئية والاجتماعية في 27 دولة، تمثل 93% من إجمالي النزوح العالمي. وتشير النماذج إلى تضاعف عدد الدول التي يُتوقع أن تتجاوز فيها حالات النزوح 250 ألف شخص خلال العامين المقبلين مقارنةً بتوقعات العام الماضي.
أكثر الدول تأثرًا بالنزوح
يعد السودان وميانمار الأكثر تضررًا، حيث ستشكل الحروب فيهما نحو نصف إجمالي النزوح المتوقع عالميًا. وتشمل الدول الأخرى التي ستشهد زيادة في أعداد النازحين بسبب النزاعات المسلحة وتغير المناخ وعدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي كلاً من:
- أفغانستان
- جمهورية الكونغو الديمقراطية
- سوريا
- اليمن
- فنزويلا
دعوات دولية لمعالجة الأزمة
دعا المجلس الدنماركي للاجئين المجتمع الدولي إلى معالجة هذه الأزمة العالمية على وجه السرعة، وتمويل المساعدات المنقذة للحياة، وحث الأطراف المتنازعة على حماية المدنيين ووضع حدّ للإفلات من العقاب.
الوضع الميداني في السودان
وُصفت أزمة النزوح في السودان بأنها الأسوأ في العالم، حيث يوجد أكثر من 11 مليون نازح داخليًا، نصفهم من الأطفال، وقد نزح بعضهم أكثر من مرة. كما عبر أكثر من ثلاثة ملايين الحدود نحو دول الجوار، في ظل المعارك المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023.
وعلى الرغم من التوقعات المتشائمة، يعود عدد كبير من النازحين إلى مناطقهم، حيث سجلت ولاية الجزيرة أكبر نسبة من العائدين (66%)، تليها سنار (29%)، ثم الخرطوم (5%)، وفقًا لمصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة.
