السودان

تقرير دولى يكشف عدد الغارات الجوية وطلعات المسيرات فى السودان

كتبت : د.هيام الإبس

 

بعد حوالى عامين من اندلاع الحرب بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، يقوم مركز ACLED (بيانات مواقع وأحداث النزاعات المسلحة) بتتبع تطورات العنف فى السودان، وقد نشر المركز على موقعه الإلكترونى رسوماً بيانية تقدم لمحة سريعة عن الوضع فى البلاد خلال عام 2024، متضمنة الاشتباكات بين الأطراف المتنازعة، واستخدام الضربات الجوية والطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى انتشار العنف الموجه ضد المدنيين.
ويشير التقرير إلى أن الأوضاع فى السودان تُعد من أسوأ الكوارث الإنسانية فى العالم حالياً، حيث أن حوالى 13 مليون شخص يواجهون خطراً بسبب الصراع المستمر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، أشار التقرير إلى أنه منذ اندلاع النزاع المسلح، كانت معظم العمليات العسكرية مركّزة فى ولايات الخرطوم وشمال دارفور والجزيرة.

واعتبر التقرير الخرطوم هدفاً رمزياً واستراتيجياً كونها العاصمة ومركز الحكومة المركزية فى السودان، بينما تتميز ولاية الجزيرة المجاورة بموقعها الاستراتيجى، حيث تُعتبر نقطة التقاء لعدد من الطرق الرئيسية التى تربط بين مختلف ولايات السودان.

كما أكد التقرير أن السيطرة على ولاية الجزيرة تتيح الهيمنة على جميع الولايات المجاورة، بما فى ذلك ولاية الخرطوم.
أفاد التقرير بأن القوات المسلحة السودانية بدأت فى أكتوبر الماضى بتنفيذ عمليات هجومية منسقة فى ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار، بهدف محاصرة مواقع انتشار قوات الدعم السريع فى تلك الولايات.
فى المقابل، استطاعت قوات الدعم السريع والمليشيات العربية المتحالفة معها السيطرة على أربع من أصل خمس ولايات فى إقليم دارفور، كما زادت من جهودها للسيطرة على ولاية شمال دارفور.

وتدور حالياً معارك شرسة للسيطرة على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، حيث تشهد المدينة والمناطق المحيطة بها مواجهات عنيفة بين قوات الدعم السريع وحلفائها والقوات المسلحة السودانية المدعومة من القوات المشتركة.

المعارك والمجموعات المقاتلة

وفقًا للتقرير، شاركت أكثر من 120 مجموعة مسلحة فى المعارك العسكرية خلال الحرب المستمرة فى السودان من 1 يناير حتى 29 نوفمبر، تتصدر قوات الدعم السريع معاركها بما يقارب 1600 معركة، بينما تأتى القوات المسلحة السودانية فى المرتبة الثانية بحوالى 1500 معركة.

وقد شاركت القوات المشتركة فى 273 حدثاً قتالياً، فيما شاركت المليشيات العربية فى دارفور فى 232 حدثاً، وتأتى قوات الجيش الشعبى لتحرير السودان-شمال بقيادة عبد العزيز الحلو فى المرتبة التالية بعدد 22 معركة.

جغرافيا العنف

يُسجل التقرير 4811 حادثة عنف فى السودان خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر 2024، مشيراً إلى أن 42% من هذه الحوادث وقعت فى ولاية الخرطوم، و18% فى ولاية الجزيرة، و16% فى ولاية شمال دارفور، مما يعنى أن واحدة من كل أربع حوادث عنف حدثت فى الولايات الخمسة عشر الأخرى.

وتسببت هذه الأحداث فى مقتل 13021 شخصاً، لكن التقرير يُوضح أن هذه الأرقام تمثل حداً أدنى من التقديرات وفقاً للمنهج المتبعة من قبل المركز.

العنف الذى يستهدف المدنيين
يُقدِّر التقرير أن حوادث العنف التى استهدفت المدنيين بلغت نحو 1792 حادثة، مما أسفر عن مقتل 4204 أشخاص، حيث تُعتبر قوات الدعم السريع مسؤولة عن 77% من تلك الحوادث، كما أشار التقرير إلى أن رد فعل قوات الدعم السريع على انضمام أبو عاقلة كيكل للجيش فى أكتوبر الماضى كان له دور كبير فى الزيادة الملحوظة فى أحداث العنف التى وقعت فى ولاية الجزيرة، حيث بلغت نسبة هذه الأحداث 35% من إجمالى الحوادث التى استهدفت المدنيين.

من جهة أخرى، وصلت هذه النسبة إلى 19% فى ولاية الخرطوم و17% فى ولاية شمال دارفور.
وأفاد التقرير بأن قوات الدعم السريع تتحمل مسؤولية أكثر من 1200 حادثة من أصل 1792 حادثة عنيفة استهدفت المدنيين فى مختلف ولايات السودان، بينما تتحمل القوات المسلحة السودانية مسؤولية حوالى 200 حادثة عنف ضد المدنيين، كما يُعزى التقرير مسؤولية الحوادث العنيفة الأخرى التى استهدفت المدنيين إلى مجموعات مسلحة أخرى.

الطيران والمسيرات

أظهر التقرير أنه تم تنفيذ ما يصل إلى 1001 غارة بالطائرات وهجوم بالطائرات المسيرة خلال الفترة من بداية يناير وحتى نهاية نوفمبر 2024، حيث كانت هناك 488 غارة وهجمة بالطائرات المسيرة فى ولاية الخرطوم، و164 فى ولاية الجزيرة، و151 فى ولاية شمال دارفور.

واستناداً إلى إمكانياتها الجوية المتطورة، قامت القوات المسلحة السودانية بتنفيذ 703 هجمات بالطائرات، مما يمثل 100% من إجمالى الغارات الجوية التى نفذت على مدار 11 شهراً الماضية، كما قامت بتنفيذ 226 هجوماً باستخدام الطائرات المسيرة، مما يوازى 92% من العدد الكلى للهجمات التى جرت بواسطة الطائرات المسيرة المسلحة. قامت قوات الدعم السريع بتنفيذ 12 هجوماً ناجحاً باستخدام الطائرات المسيرة، وتمكنت من اعترض 44 هجوماً بالطائرات المسيرة شنتها القوات المسلحة على مواقعها.

يوضح التقرير أن القوات المسلحة السودانية تعتمد على الهجمات بالطائرات المسيرة كتكتيك إضافى لتعزيز هجماتها البرية، بينما تستعمل قوات الدعم السريع الطائرات المسيرة الهجومية لاستهداف المواقع الدفاعية للقوات المسلحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.