تقييم استخباراتي أمريكي يُشكك في مزاعم ترامب بشأن تدمير المواقع النووية الإيرانية

كتب – محمد السيد راشد
كشفت أربعة مصادر مطلعة لشبكة CNN أن تقييمًا استخباراتيًا أوليًا أعدّته وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية (DIA) يشير إلى أن الضربات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة نهاية الأسبوع الماضي على ثلاث منشآت نووية إيرانية لم تدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، وإنما يُرجّح أنها أدت إلى تأخير تقدمه لبضعة أشهر فقط.
تشكيك في مزاعم ترامب بشأن التدمير الكامل
وبحسب أحد المصادر، فإن التقييم الذي أُعدّ عقب الضربات يستند إلى تحليل لأضرار المعارك أجرته القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، وما زال قيد التحديث مع توافر المزيد من المعلومات الاستخباراتية.
ومع ذلك، تتناقض النتائج الأولية مع التصريحات المتكررة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أكد أن الضربات “دمرت تمامًا” منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية.
البيت الأبيض يرفض التقييم ويصفه بـ”الخاطئ”
أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت وجود التقييم، لكنها رفضته بشكل قاطع، ووصفت تسريبه بأنه “محاولة لتشويه صورة الرئيس ونجاح العملية العسكرية”، معتبرة أن القنابل البالغ وزنها 30 ألف رطل أحدثت دمارًا شاملًا.
الجيش الأمريكي: المهمة نُفذت بنجاح.. لكن تقييم الأضرار مستمر
من جانبه، شدد الجيش الأمريكي على أن العملية “سارت كما هو مخطط لها”، ووُصفت بأنها “نجاح باهر”. إلا أن مصادر استخباراتية أشارت إلى أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب لم يُدمر، وأجهزة الطرد المركزي “ظلت سليمة إلى حد كبير”.
وقال مصدر مطلع: “الولايات المتحدة أخرت البرنامج النووي الإيراني فقط لبضعة أشهر على الأكثر”.
الضربات أصابت البنية التحتية فوق الأرض فقط
بحسب تقييم الصور وتحليل الأضرار، تركز تأثير الضربات على الهياكل فوق الأرض في مواقع فوردو ونطنز وأصفهان، مثل البنية التحتية للطاقة والمنشآت المستخدمة في تحويل اليورانيوم إلى معادن.
ورغم إسقاط طائرات B-2 الأمريكية أكثر من 12 قنبلة خارقة للتحصينات، إلا أن المنشآت الأساسية تحت الأرض لم تُدمّر بالكامل، وفقًا لمصادر مطلعة على التقييم.
ترامب وهيغسيث يتمسكان بالنجاح الكامل للعملية
صرّح وزير الدفاع بيت هيغسيث بأن طموحات إيران النووية “قُضي عليها”، مضيفًا أن “قنابلنا أصابت أهدافها بدقة تحت الجبال الإيرانية”.
وأكد ترامب في تصريحات لاحقة أن الضربات “أزالت” البرنامج النووي الإيراني، قائلاً: “الطيارون أصابوا الأهداف بدقة، ويجب أن يُنسب إليهم الفضل”.
خبراء دوليون: الضربات لم تنهِ البرنامج الإيراني
وفي تقييم مستقل، قال الخبير الدولي في الأسلحة النووية جيفري لويس، من معهد ميدلبري، إن صور الأقمار الصناعية لا تُظهر تدميرًا كاملاً للمواقع النووية، مؤكدًا أن بعض المنشآت تحت الأرض – خاصة في نطنز وأصفهان وبارشين – ما تزال قائمة.
إسرائيل طلبت قنابل خارقة.. ولم تحقق هدفها الكامل
ذكرت المصادر أن إسرائيل كانت قد شنت ضربات استباقية ضد منشآت نووية إيرانية، لكنها طالبت بمشاركة أمريكية لتوفير قنابل خارقة للتحصينات تزن 30 ألف رطل، والتي استخدمتها واشنطن لاحقًا في هجماتها، ولكنها لم تحقق هدفها بالكامل.