تكبيرات عرفات .. وتكبيرات غزة
بقلم / الدكتور محمد النجار
ربما لأول مرة في تاريخ البشرية منذ آدم عليه السلام وحتى تاريخ هذا اليوم ، أن يكون للمسلمين موقفان ، موقف في عرفة ،، ومعه موقف غزة تحت القصف. وشتان بين الموقفين
الوقوف بعرفات في أمان
اليوم عرفة ( السبت9ذوالحجة1445هـ الموافق 15-6-2024م) ، يقف أكثر من مليون مسلم فوق جبل عرفات بملابسهم البيضاء وتنقل صورهم وسائل الإعلام العربية وبعض الدول الاجنبية ، ويحرسهم الاف من حرس الأمن في طوق أمني شديد يسهر لراحتهم ، وتتوفر لهم المياه والمشروبات والخيام وكل وسائل الراحة .
وقوف اهل غزة تحت القصف والدماء والجوع
وفي نفس الوقت يقف 2.5 مليون في صحراء غزة ، تحت الإبادة الجماعية والقصف البشع الاسرائيلي الإجرامي بأعتى الأسلحة الأمريكية التدميرية الفتاكة التي تقتل وتدمر كل شئ ، يقتل الاطفال والنساء وتهدم البيوت فوق رؤوسهم ، وتمنع عنهم الماء والدواء والطعام والشراب ، بل وكثير منهم تحت الأنقاض ، لم تستطع قوات الدفاع المدني إستخراج جثامينهم من شدة القصف الذي لايتوقف ليلاً أو نهارا ، والركام الرهيب فوق بعضه بعضا ، خاصة و تم قصف كل الاسعافات والسيارات والمعدات المدنية التي تستخدم في رفع الأنقاض .
تكبيرات الحج في عرفات ..وتكبيرات المقاومة في غزة
وتكبيرات الحج تصدح في عرفات في أمن وأمان ، بينما تكبيرات الحج التي تنطلق وسط ضجيج القنابل والصواريخ مع قلوب مكلومة ، وأطفال محرومة ، ورجال في الخنادق والجبال يدافعون عن الاطفال والنساء والكبار والصغار ومقدسات الأمة ومسجدها الاقصى ومهد المسيح عليه السلام ..
أيهما تكبيراته ودعواته ترتفع الى السماء قبل الآخر
وتساءلت مع نفسي : أيهما تكبيراته ودعواته ترتفع الى السماء قبل الآخر؟ دعاء وتكبيرات أهل غزة وهم تحت القصف والدمار والدماء والجوع ! أم تكبيرات الواقفين على عرفات ويحرسهم الاف الجنود ؟؟
وهنا تذكرت قول الله سبحانه وتعالى :
(((أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(19)))التوبة
صبرا أل غزة فإن النصر بإذن الله قريب
((( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ)))القصص5-6
((وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ))آل عمران126
(((وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ..)))
د.محمد النجار 15-06-2024م السبت (9)ذوالحجة1445هـ (طوفان الاقصى254 )
مقارنة جميلة بين التكبيرين وبين الموقفين – مع الاستشهاد بالايات التى فى موقعها
مقال رائع ينبه لما فيه حال الأمة