تمرد في الجيش الإسرائيلي: مئات الجنود والضباط يطالبون بإنهاء الحرب على غزة

✍️ كتب – هاني حسبو
في تطور لافت يعكس تصاعد الرفض داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وقع مئات الجنود والعسكريين السابقين في سلاح البحرية وسلاح المدرعات على رسالة تطالب بإنهاء الحرب على قطاع غزة، في خطوة غير مسبوقة تأتي بالتوازي مع توقيع أكثر من 950 طيارًا احتياطيًا ومتقاعدًا على عريضة مماثلة، وفق ما أوردته قناة “كان 12” وصحيفة “هآرتس” العبريتين.
رسالة جماعية تفضح الانقسام الداخلي
وأكد الموقعون على الرسالة أن استمرار العمليات العسكرية يعوق إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في غزة، ويعرّض الجنود لمخاطر غير مبررة، ويتسبب في أضرار جسيمة للمدنيين الفلسطينيين.
وجاء في نص الرسالة أن الحكومة تتصرف بشكل يتعارض مع المصالح القومية، وتتبنى “اعتبارات غير مشروعة” في اتخاذ قرارات أمنية خطيرة، مما يهدد الثقة العامة ويزعزع أسس الدولة.
اتهامات للحكومة بتقويض التماسك الاجتماعي
الضباط السابقون وجّهوا انتقادات حادة لما وصفوه بسياسات التمييز، بما في ذلك الإعفاءات الجماعية من الخدمة العسكرية لبعض الفئات، وتوزيع الميزانيات على أسس طائفية، ما أدى إلى شعور من يخدمون في الجيش بـ”الخيانة”.
وشدد البيان على أن غياب المساواة في تحمّل أعباء الخدمة العسكرية يشكّل خطرًا على الأساس الاجتماعي للأمن القومي الإسرائيلي، ويدفع بالمجتمع نحو تفكك داخلي خطير.
ضغط الطيارين المتقاعدين يتصاعد
من جهة أخرى، وقع أكثر من 950 طيارًا وضابط احتياط في سلاح الجو على عريضة تدعو إلى وقف فوري للحرب، والتوصل إلى اتفاق سريع يعيد الأسرى إلى منازلهم، حتى لو تطلّب الأمر صفقة تبادل.
وقد فشلت محاولات قادة الجيش في ثني الطيارين عن التوقيع على العريضة أو سحب توقيعاتهم، ما يعكس اتساع رقعة التذمر داخل الجيش الإسرائيلي.
وأكد الموقعون أن الحرب الجارية لا تخدم الأهداف الأمنية بقدر ما تخدم مصالح سياسية وشخصية ضيقة، داعين الإسرائيليين إلى الانخراط في حراك فعّال لإنهاء الحرب، وإنقاذ الأسرى، قبل فوات الأوان.