تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية تحذر من تحول الحرب فى السودان إلى حرب أهلية
خطاب وأفعال الجيش والدعم السريع يزيدان من حدة الاستقطاب الجهوى
كتبت : د.هيام الإبس
أعلنت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، إنها ظلت تحذر من المخاطر المتزايدة لتحول الحرب المستمرة فى البلاد منذ منتصف أبريل من العام الماضى إلى حرب أهلية بين المكونات الاجتماعية السودانية. واعتبرت أن هذا السيناريو قد يؤدى إلى “تفتيت السودان وإطالة أمد الحرب وزيادة تكلفتها البشرية والمادية.”
أسوأ كارثة إنسانية فى العالم
وأشارت “تقدم” فى بيان، إلى أن الحرب الحالية أصبحت “أسوأ كارثة إنسانية فى العالم” بسبب الأعداد المتزايدة من النازحين واللاجئين.
ولفت بيان التنسيقية إلى أن ما هو قادم قد يكون أشد سوءاً، إذا استمرت التعبئة ذات الطابع المناطقى والجهوى من الجيش والدعم السريع، طبقاً للبيان.
الجيش والدعم السريع .. يزيدان من حدة الاستقطاب الجهوى
وانتقدت “تقدم” خطاب وأفعال الجيش والدعم السريع، مشيرةً إلى أنهما يزيدان من حدة الاستقطاب الجهوى. وذكرت أن “الطرفين يسعيان لزيادة عدد مقاتليهم عبر استخدام وسائل خطيرة مثل تسليح المواطنين والقبائل”، مبدية قلقها من تصريحات رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان فى ولاية الجزيرة حول “استعدادهم لتوزيع السلاح لكل من يرغب”، معتبرة أن ذلك يتعارض مع واجب الدولة فى احتكار السلاح.
فيما أشارت إلى دعوة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الشهير بـ “حميدتى” المعلنة للتعبئة الواسعة والتى ذكر فيها مكونات قبلية، “مما يسكب الزيت على نار الفتنة الجهوية المستعرة فى البلاد”.
مخطط تحويل الحرب
وقالت التنسيقية إن تحويل الحرب إلى صراع قبلى وإثنى، مخطط للحركة الإسلامية، مؤكدةً أن هذه السياسة، اتبعها النظام السابق لعقود، مما أدى إلى تقسيم البلاد وتمزيق نسيجها الاجتماعى، ودعت “تقدم”جميع أبناء السودان إلى “التصدى لهذه الفتن الجهوية والقبلية” والابتعاد عن خطاب العنصرية والكراهية. وأكدت أن “رفض نشر التسليح” هو السبيل الوحيد للحفاظ على مستقبل السودان.
تحكيم صوت العقل للخروج من كارثة الحرب
وشددت “تقدم” على أن الخروج من كارثة الحرب لا يتحقق عبر “مزيد من الحرب والدمار”، بل من خلال “تحكيم صوت العقل” والتوصل إلى حل سلمى تفاوضة، مشيرةً إلى ضرورة تأسيس دولة تعكس تعدد مكوناتها الفريدة بعدالة وإنصاف، من خلال جيش وطنى مهنى وقومى بعيد عن السياسة والاقتصاد.