شئون عربيةفلسطين
توسع الإعتراف بدولة فلسطين: تحول دبلوماسي يعيد رسم ملامح الصراع في المنطقة

✍️كتب – محرر الشئون العربية
في خطوة تحمل دلالات سياسية وإنسانية عميقة، أعلنت أربع دول غربية كبرى—بريطانيا، كندا، أستراليا، والبرتغال—اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، قبل أيام من انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. ويُتوقع أن تحذو دول أخرى حذوها، في ما يبدو أنه تحول نوعي في الموقف الدولي تجاه القضية الفلسطينية، خاصة في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة.
الوضع القانوني والسياسي للدولة الفلسطينية
- إعلان الاستقلال: منظمة التحرير الفلسطينية أعلنت استقلال الدولة عام 1988، وحظيت باعتراف واسع من دول الجنوب العالمي.
- الاعتراف الدولي: نحو 150 دولة من أصل 193 عضوًا في الأمم المتحدة تعترف بدولة فلسطين.
- العضوية في الأمم المتحدة: فلسطين تتمتع بصفة مراقب دائم، لكنها لا تملك حق التصويت. العضوية الكاملة تتطلب موافقة مجلس الأمن، حيث تمتلك الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو).
- السلطة الفلسطينية: تمارس حكمًا ذاتيًا محدودًا في الضفة الغربية، وتصدر جوازات سفر وتدير منظومتي الصحة والتعليم.
- قطاع غزة: تسيطر عليه حركة حماس منذ عام 2007، بعد مواجهات مع حركة فتح.
أهداف الاعتراف السياسي
- الضغط على إسرائيل: الدول المعترفة تأمل في دفع إسرائيل نحو وقف الحرب على غزة، والحد من التوسع الاستيطاني، والعودة إلى طاولة المفاوضات.
- دعم حل الدولتين: الاعتراف يُنظر إليه كخطوة لإحياء حل الدولتين، الذي تعثر منذ توقف المفاوضات في 2014.
- تعزيز شرعية السلطة الفلسطينية: فرنسا ربطت الاعتراف بإصلاحات داخلية في السلطة الفلسطينية، لجعلها شريكًا أكثر مصداقية لإدارة غزة بعد الحرب.
الأثر العملي للاعتراف
- رمزية أم تأثير؟: رغم أن الاعتراف لا يمنح فلسطين سيطرة على الحدود أو عضوية كاملة في الأمم المتحدة، إلا أنه يحمل وزنًا سياسيًا وأخلاقيًا.
- العلاقات الثنائية: الاعتراف قد يفتح الباب أمام شراكات متكافئة، ويؤدي إلى مراجعة بعض جوانب العلاقات مع إسرائيل، مثل حظر منتجات المستوطنات.
- القيود الإسرائيلية: إسرائيل تسيطر على المنافذ والمعابر، وتقيّد التجارة والاستثمار والتعليم، مما يحد من قدرة السلطة الفلسطينية على ممارسة سيادة فعلية.
رد الفعل الإسرائيلي والأمريكي
- إسرائيل: تزعم أن الاعتراف “مكافأة لحماس”، ويؤكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفضه القاطع لقيام دولة فلسطينية غربي نهر الأردن.
- الولايات المتحدة: تعارض بشدة خطوات حلفائها الأوروبيين، وفرضت عقوبات على مسؤولين فلسطينيين، منها إلغاء تأشيرات دخول، ما قد يمنعهم من حضور الجمعية العامة.
هل يشكل الاعتراف نقطة تحول؟
الاعتراف المتزايد بدولة فلسطين من قبل دول غربية كبرى يعكس تغيرًا في الموقف الدولي، ويضع إسرائيل تحت ضغط دبلوماسي متزايد. ورغم محدودية الأثر القانوني، فإن هذه الخطوة قد تعيد تشكيل الخطاب الدولي حول القضية الفلسطينية، وتفتح الباب أمام تحركات جديدة في الأمم المتحدة وخارجها.