Site icon وضوح الاخبارى

توسع المعارك في السودان والمبعوث الأمريكي يدعو لعدم استخدام سلاح التجويع 

توسع المعارك في السودان والمبعوث الأمريكي يدعو لعدم استخدام سلاح التجويع  2

كتبت : د.هيام الإبس

عاد صوت المسيرات فى مدينة “شندى” بولاية نهر النيل، وتحديداً فوق الفرقة الثالثة مشاة. مما يشير أن الوضع فى السودان يزداد تعقيداً وخطورة مع استمرار الصراع بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع.

أشارت مصادر،  إلى أن قوات “الدعم السريع” أطلقت  13 طائرة مسيرة باتجاه الفرقة الثالثة مشاة التابعة للجيش السودانى فى مدينة “شندى” بولاية نهر النيل فى شمال البلاد، وذلك تزامناً مع زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش، عبدالفتاح البرهان، للمنطقة.

ففى شهر أبريل الماضى استهدفت أربع طائرات مسيرة الفرقة الثالثة مشاة والهبوط الجوى المرتبط بالمنطقة العسكرية فى مدينة شندى.

ويشهد السودان منذ منتصف أبريل 2023، حرباً أهلية مدمرة بين الجيش السودانى بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتى). وقد أدى هذا الصراع إلى مقتل الآلاف ونزوح الملايين، مما أدخل السودان فى أزمة إنسانية كارثية.

ففى الأيام الأخيرة، شهدت العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى تصعيداً خطيراً فى القتال.

فقد اندلعت اشتباكات عنيفة فى الأحياء المحيطة بسلاح المدرعات التابع للجيش السودانى جنوب الخرطوم، كما استمرت المعارك فى وسط وجنوب الخرطوم وشمال مدينة الخرطوم بحرى.

وفى الوقت نفسه، لا يزال محور الفاشر بشمال دارفور مشتعلاً.

ومؤخراً قام الجيش السودانى بتكثيف غاراته الجوية على مواقع قوات الدعم السريع، مستهدفاً تجمعاتهم وارتكازاتهم شرق وجنوب الخرطوم.

وقد تمكن الجيش، وفقاً لمصادر ميدانية، من تدمير منصات مدفعية وآليات مدرعة للدعم السريع فى محيط سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة العسكرية جنوب الخرطوم.

فى المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع أنها تمكنت من صد هجوم للجيش والقوة المشتركة للحركات فى محور مصفاة الجيلى شمال العاصمة الخرطوم، مدعية أنها كبدت الجيش خسائر كبيرة فى الأرواح والعتاد. هذا بالاضافة السيطرة على الفاشر حاضرة اقليم دارفور. ومع تصاعد حدة القتال، أعلنت قوات الدعم السريع تعليق مشاركتها فى المفاوضات مع الجيش، متوعدة بالتوجه نحو “الحسم العسكرى”.

وقد أثار هذا التصعيد مخاوف إقليمية ودولية من دخول الحرب فى السودان مرحلة أكثر دموية وشراسة.

تفاقم الأزمة الإنسانية 

على الصعيد الإنسانى، إزدادت الأوضاع سوءاً، فقد حذرت الأمم المتحدة من أن السودان يواجه “واحدة من أسوأ أزمات النزوح على مستوى العالم”، ومن المتوقع أن يعانى قريباً من “أسوأ أزمة جوع فى العالم”. كما أن استمرار القتال يعيق وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.

الجهود الدبلوماسية 

وسط هذه الأزمة المتصاعدة، تتواصل الجهود الدبلوماسية الدولية والإقليمية لمحاولة إيجاد حل سلمى للصراع، فقد بدأ المبعوث الأمريكى الخاص للسودان، توم بيرييلو، جولة جديدة فى المنطقة، حيث يزور نيروبى وأديس أبابا للقاء مسؤولين فى الاتحاد الإفريقى ومنظمة (إيجاد) ومنظمات غير حكومية دولية.

كما يزور وفد من مجلس السلم والأمن الإفريقى مدينة بورتسودان للقاء كبار المسؤولين فى الدولة، بمن فيهم الفريق البرهان، لمناقشة قضية الحرب وعضوية السودان فى الاتحاد الإفريقى.

ومع ذلك، يبدو أن الطريق نحو السلام ما زال طويلاً وشاقاً، فالتصعيد العسكرى الأخير وتصلب مواقف الطرفين يشيران إلى أن كلا الجانبين ما زال يراهن على الحل العسكرى، مما يهدد بإطالة أمد الصراع وتفاقم معاناة الشعب السودانى.

ففى ظل هذه الظروف، يبقى الأمل معقوداً على تضافر الجهود الدولية والإقليمية، وعلى وعى القوى السياسية والمدنية السودانية بضرورة العمل معًا لإنقاذ بلادهم من شبح التفكك والانهيار.

فالحل السياسى الشامل، الذى يضمن عودة الحكم المدنى وتحقيق تطلعات الشعب السودانى فى الحرية والسلام والعدالة، يبقى هو السبيل الوحيد لإنهاء هذه الأزمة المستعصية وإعادة بناء السودان على أسس جديدة.

 

بيرييلو لعدم استخدام التجويع كسلاح فى حرب السودان

توسع المعارك في السودان والمبعوث الأمريكي يدعو لعدم استخدام سلاح التجويع  1

دعا المبعوث الأمريكى إلى السودان توم بيرييلو، الجيش والدعم السريع إلى عدم استخدام التجويع كسلاح فى الحرب.

وقال فى تغريدة على “منصة إكس”، إن الشركاء فى المجال الإنسانى بالإقليم أبدوا استعدادهم للعمل بشكل عاجل لدعم الاحتياحات الإنسانية فى السودان.

وأعرب المبعوث الأمريكى إلى السودان توم بيرييلو، عن ارتياحه للتحسن الملحوظ فى إيصال المساعدات إلى السودان.

وكان توم بيرييلو أطلق قبل أقل من يوم تصريحات بالعاصمة الكينية نيروبى اعلن من خلالها عن ارتياحه من التحسن الكبير وإن كان تدريجياً فى إيصال المساعدات الإنسانية، موضحاً أن “عدة مئات من الشاحنات عبرت من مناطق كانت مغلقة فى السابق”.

وكان  وزير الخارجية السودانى حسين عوض قد أعلن فى تصريح له، أن المبعوث الأمريكى الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، ومديرة الوكالة الأمريكية للتنمية، سامانثا باور، سيقومون بزيارة إلى بورتسودان فى أكتوبر الجارى.

كان قد أعلن،  المبعوث الأمريكى إلى السودان، توم بيرييلو، عن إلغاء الاجتماع الذي كان مقرراً مع وفد الحكومة السودانية فى مصر خلال اواخر أغسطس، مشيراً،  إلى أن هذا القرار جاء نتيجة لما وصفه بانتهاك البروتوكولات من قبل الوفد.

وكتب يومها بيرييلو فى تغريدة له على منصة “إكس” أن الحكومة المصرية كانت قد حددت موعداً لعقد الاجتماع مع وفد من بورتسودان، إلا أنه تم إبلاغهم لاحقاً بإلغاء الاجتماع بسبب تلك الانتهاكات.

ويومها أفادت التقارير الإعلامية بأن تشكيل الوفد كان من العوامل الرئيسية التى أدت إلى إلغاء الاجتماع.

وأشارت كل من الولايات المتحدة والوساطة إلى ضرورة وجود وفد يمثل الجيش السودانى فى هذه المفاوضات.

فى سياق متصل، تم تعيين وزير المعادن محمد بشير أبو نمو، وهو أحد قادة حركة منى أركو مناوى المتحالفة مع الجيش، لرئاسة الوفد السودانى.

وقد قام هذا الوفد بلقاء الوساطة فى جدة فى يوليو، إلا أن الاجتماع لم يسفر عن أى تقدم يذكر.

وفى أواخر يوليو الماضى أفاد المبعوث الأمريكى الخاص للسودان، توم بيرييلو، بأن التقييم الأمنى الذى أجرته الحكومة الأمريكية حال دون مغادرته مطار بورتسودان، حيث رفض الجيش السودانى عقد الاجتماع فى هذا الموقع.

وأوضح حينها بيرييلو أنه يحترم قرار القوات المسلحة بعدم إجراء اللقاء فى المطار، مشيراً إلى استمراره فى البحث عن فرص أخرى للزيارة، كما أكد أنه فى تواصل مستمر مع رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السودانى، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان.

 

وأكد بيرييلو على مرونة فريقه واستمرارهم فى جهودهم لجعل أنفسهم متاحين على مدار عدة أشهر للتواصل مع قيادة القوات المسلحة السودانية.

كان قد أوضح برييلو خلال لقاء مباشر على تويتر، أن الجيش لم يوافق على المشاركة فى أبريل، وأنهم انتظروا لعدة أشهر، لكنهم لم يتمكنوا من الانتظار أكثر، مما دفعهم لبدء المفاوضات فى أغسطس.

وحينها  اتهم برييللو بقايا النظام السابق بالقيام بـ “الألاعيب” والسعى للعودة إلى السلطة، مشيراً إلى وجود علاقة تربطهم بالجيش، كما أبدى استنكاره للانتهاكات والفظائع التى ترتكبها قوات الدعم السريع.

فى سياق حديثه، أكد برييللو على ضرورة التصدى لهذه الأفعال، مشدداً على أهمية الوحدة فى مواجهة التحديات التى تواجه البلاد، ودعا إلى اتخاذ خطوات جادة لضمان العدالة والاستقرار.

وتستمر الأوضاع فى السودان بالتعقيد، حيث تبرز الحاجة الملحة إلى تشكيل وفد موحد قادر على تمثيل جميع الأطراف المعنية.

وفى ظل هذه الظروف، يبقى الأمل معقوداً على جهود الوساطة الدولية لتحقيق السلام والاستقرار فى البلاد.

Exit mobile version