.. وكل 25 يناير هنقول ونكرر ونعيد نفس القناعات مهما كره الكارهون..
.. رحم الله شهداء «ثورة يناير» من ضباط وجنود الشرطة الذين دافعوا عن الأقسام ومباني الدولة من تخريب البلطجية.. واستشهدوا أثناء قيامهم بواجبهم تجاه مصر.
.. ورحم الله شهداء «ثورة يناير» من خيرة شباب مصر المحروسة الذين دفعوا حياتهم ثمناً لنسمة حرية نستنشقها، وبذلوا أرواحهم، ثمناً للتغيير، ولا ذنب لهم بعد ذلك بل نحن جميعا المذنبون.
كلهم شهداء الوطن.. ولا أعجب إلا من ناصح غير أمين للنظام حاول أن يعيد 25 يناير عيدا للشرطة فقط، متجاهلا ثورة شعب انتفض من الإسكندرية إلى أسوان ضد الجهل والتجاهل والفساد والإفساد والظلم والإظلام وخرج ضد حكم جثم على صدر المحروسة 30 عاماً، اختتمها بدولة بوليسية، ما كان يجب أن يعيش شعب حر تحت نيرها يوماً واحداً.
لا أقبل مجرد الدخول في جدل «سفيه» مع من يحاول أن يثبت أن من استقبلوا الرصاص بعيونهم، والطلقات بصدورهم فعلوا ذلك، ودفعوا حياتهم ثمناً لمقابل قبضوه أو مال حصلوا عليه.
حتى لو كان هناك مخططات خارجية، وحتى لو كان هناك مأجورون وخونة، وهو أمر وارد.. بل وشبه مؤكد، إلا أن أهلنا خرجوا يعبّرون عفوياً عن نفس الغضب المكتوم، وحتى لو استمر ذلك 18 يوما فقط، فهي أنقى وأشرف 18 يوما عاشتها مصر، 18 يوما نقية.. طاهرة.. شريفة.. عفيفة أبهرت العالم، وأثبتت له أن في صدور المصريين غضباً، وفي نفوسهم رغبة في الحياة الكريمة، وفي عزائمهم كرامة أبدا لم تمت.. ولن تموت.
نحن يا سادة مدينون لهذا الشباب الطاهر الذي بذل حياته كي نعيش مرفوعي الرأس، ومن ير غير ذلك فليتوضأ مائة مرة وليدعُ ربه أن يغفر له خطيئته في حق أطهر شهداء مصر.
من أراد أن يحتفل بعيد الشرطة، تخليدا لذكرى شهداء الإسماعيلية فأنا معه، ومن يود أن يكرم أسر شهداء رجال الشرطة في مكافحتهم للإرهاب والجريمة وقيامهم بواجبهم فأنا سنده وعضده.
أما من يتجاهل 25 يناير 2011 كأحد أعظم أيام شعب مصر الذي رسم فيه الخطوط الأولى لأجمل 18 يوما كان حلمه خلالها (عيش ـ حرية ـ عدالة اجتماعية ـ كرامة إنسانية)، فلا بصر لديه ولا بصيرة.
ولمن لديه مفاتيح الحقيقة أقول: اكشف للناس أبعاد المؤامرة وأسماء المتآمرين، وأنزل بهم عقوبة الخيانة العظمى، من قبض ومن تدرب بالخارج ومن خان.. لكن لا تظلم الملايين التي خرجت ضد الظلم والطغيان ولا تهدر أشرف دماء.. دماء الورد اللي فتّح في جناين مصر.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.