توضيح للإعلامي تركي الدخيل ..مقالك يشوه السعودية ولا يدافع عنها
16 أكتوبر، 2018
0
بقلم الدكتور/ محمد النجار
تعليقا على مقال الإعلامي السعودي تركي الدخيل مدير قناتي “العربية” و “قناة الحدث” الذي نشره موقع “العربية” بتاريخ الاحد14 اكتوبر 2018، بأنه إذا وقَّعت امريكا عقوبات اقتصادية على السعودية ، فإن المعلومات في أروقة اتخاذ القرار السعودي يدور فيها اكثر من (30) اجراء سعودي مضاد ستفرضه السعودية بما يؤثر على اسعار النفط التي قد ترتفع الى مائة أو ربما مائتي دولار بدلا من (80) دولار حاليا . وقال : ان السعودية ليست برميلا فقط ، بل هي قائدة العالم الاسلامي بمكانتها وجغرافيتها ، وان التعاون الوثيق في المعلومات بين الرياض وأمريكا ودول الغرب ، سيصبح جزءا من الماضي ، بعد أن أسهم في حماية الملايين من الغربيين بشهادة المسئولين الغربيين انفسهم. كما قال الدخيل ربما تكون نتيجة العقوبات ان تدفع الرياض الى روسيا والصين لتلبية احتياجاتها العسكرية ، ولا يستبعد أحد ان تجد من آثار هذه العقوبات قاعدة عسكرية روسية في تبوك شمال غرب السعودي في المنطقة الساخنة لمربع سوريا و”اسرائيل” ولبنان والعراق وتحول “حماس ” و”حزب الله ” من عدوين الى صديقين، واقتراب من روسيا سيؤدي الى الاقتراب من ايران وربما التصالح معها . كما تابع قائلا : ان الرياض اهم زبون للشركات الامريكية ، فالسعودية تشتري 10% من مبيعات السلاح في امريكا، و 85% من الجيش الامريكي ، فيما يبقى لبقية دول العالم 5% فقط، بالإضافة الى تصفية أصول واستثمارات الرياض في الحكومة الامريكية والبالغة (800) مليار دولار امريكي ، كما سُتحرم امريكا من السوق السعودية التي تُعتبر أحد أكبر عشرين اقتصادا في العالم. واختتم الدخيل مقاله ” بأن هذه اجراءات بسيطة ضمن مايزيد على(30) اجراء ستتخذها السعودية مباشرة دون ان يرفت لها جفن. والحقيقة ان هذا المقال يدين السعودية ويشوه صورتها ولا يدافع عنها ، وذلك في أهم النقاط التالية : 1. القول : بأن السعودية ليست برميلا للنفط فقط ، بل انها تستخدم قيادتها للعالم الاسلامي في تزويد امريكا والغرب بمعلومات تحمي الملايين من الغربيين ، وهذا إتهام للسعودية بأن ما تقدمه للعالم الاسلامي ليس سوى تزويد امريكا والغرب بمعلومات مخابراتيه لتمكين امريكا ودول الغرب من الدول العربية والاسلامية ، وهذا قدح وذم وتشويه للسعودية وليس دفاعا عنها ، وكنت اتوقع ان يقول ان السعودية تستطيع ان تحتمي في عالمها العربي والاسلامي بحكم وجود الحرمين الشريفين وحب المسلمين لها الناتج عن حبهم للحرمين الشريفين ، لكن بقوله هذا يُخرج السعودية من عالمها الاسلامي . 2. ماكنت انتظر قوله ان العقوبات لو فُرضت لربما افرزت قاعدة عسكرية لروسيا في تبوك شمال السعودية ، فهل لا تستطيع السعودية حماية نفسها بالكميات الهائلة التي تشتريها من الاسلحة بمئات المليارات من امريكا، ومليارات أخرى من بريطانيا وغيرها ؟ وهل من الضروري ان تحتمي السعودية إما بأمريكا وإما في روسيا؟؟ 3. التلويح لأمريكا بورقة المصالحة مع ايران وكأنايران ليست عدوة للسعودية والخليج ! وكأن ايران لم تحتل العراق وسوريا واليمن! وكأن ايران لا تقتل السعوديين بصواريخها التي ترسلها عبر الحوثيين في اليمن! وكان محاربة السعودية لإيران ليست سوى لحساب عيون امريكا ! ولمصلحة اسرائيل ! وليست من اجل مصالح السعودية والخليج وليست ثارا لمقتل السعوديين والعراقيين والسوريين ……….!! 4. التلويح بتهديد أمريكا وحليفتها “اسرائيل” با طلاق يد “حماس ” التي وصفها بأنها الآن “عدو” للسعودية تمنع شره عن اسرائيل ، ويمكن ان ينقلب الى “صديق” ، وهذا الوصف الخطير يحمل معاني شنيعة تعكس نظرة السعودية (حسب المقال) على أن اسرائيل “صديقة” للسعودية وأن “حماس ” عدو ، وهذا يثير غضب العالم الاسلامي ضد دولة الحرمين الشريفين ، إذ كيف تكون امريكا واسرائيل حليفة للسعودية بينما “حماس المسلمة” التي تدافع عن ارض فلسطين بإمكانياتها الصغيرة وتقف جدار سد ضد نظرة اسرائيل التوسعية ولولاها لامتدت حدود اسرائيل لتشمل الجزيرة حتى العراق.
5. اذا كانت المملكة العربية السعودية تعتمد في قوتها العسكرية على السلاح الامريكي بمئات المليارات التي تدعم الاقتصاد الامريكي خاصة بما يصرح به الرئيس الامريكي ترامب في حادث خاشقجي بأن تعاقدات السعودية بالمليارات ، فإذا كانت تلك حقيقة ، فكيف لا تكون السعودية قوة حقيقية تشكل ضغطا على امريكا بتهديدها بإلغاء صفقات السلاح التي يحلم بها ترامب لدعم الاقتصاد الامريكي ، وتسخير هذا السلاح لصالح قضاياها وقضايا الأمة خاصة ضد امريكا في اعتمادها القدس عاصمة اسرائيل الى الأبد ، ونقل سفارتها فعليا من تل أبيب الى القدس مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟.. نكتب هذا المقال من واقع حبنا لدولة الحرمين الشريفين ، التي يُفترض انها تمثل العالم الاسلامي وطموحاته ،وتهفو إليها أفئدة المسلمين في العالم أجمع . إن الموقف الحساس الذي تمر به المملكة العربية السعودية الشقيقة يستلزم التعقل في اصدار التصريحات والمصداقية في الادلاء بالشهادات حتى تلقى المواقف العربية الثقة في المحافل الدولية. وأخيرا نرجو ان يظهر هذا الصحفي المختفي من يوم 02-10-2018م وأن تمر تلك الأزمة بسلام دون فرض عقوبات اقتصادية أو سياسية وبدون تشويه صورة المسلمين في العالم .