السودان

توم فليتشر : السودان يعانى من أزمة إنسانية كبرى متعددة الأبعاد

كتبت: د.هيام الإبس

 

وكيل الأمين العام للأمم المتحدةتوم فليتشر مع ممثلى النازحين فى معسكر الرياض بمدينة
الجنينة بولاية غرب دارفور ..

توم فليتشر: الأرقام لا تشبه أى شيء رأيناه فى السنوات الأخيرة، ومع ذلك فإن العالم لا يستجيب بالتضامن والدعم المطلوبين.

أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة فى حالات الطوارئ، توم فليتشر إن السودان يعانى من أزمة إنسانية كبرى متعددة الأبعاد، ناجمة عن حرب مستمرة منذ ما يقرب من 20 شهراً.
وأوضح أن هذه الحرب أدت إلى النزوح الأسرع نمواً فى العالم، مع اضطرار 20 ألف شخص للنزوح يومياً، مما يجعل السودان يواجه أسوأ أزمة جوع عالمية، حيث يقف ثلاثة أرباع مليون شخص على أعتاب المجاعة، ويعانى 26 مليون شخص من الجوع.

وأضاف فليتشر، الذى زار مؤخراً السودان وتشاد، أن العنف الجنسى منتشر على نطاق واسع، حيث سمع قصصاً مروعة عن الاغتصاب والاستعباد الجنسى والعنف ضد النساء والفتيات، كما أشار إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية لدى الأطفال وتفشىى الأمراض، وعلى الكوليرا وحمى الضنك والملاريا.

وأضاف: “اليوم فى الجنينة بدارفور ــ وأمس عبر الحدود فى أدرى بتشاد ــ أخبرنى النازحون أنهم بحاجة إلى المأوى والتغذية والخدمات الصحية والمدارس لأطفالهم. ومثلهم كمثل الناس فى كل مكان، فإنهم يطالبون بالأمن والعدالة والفرصة”.
وأوضح فى بيان، أن النازحين فى دارفور وتشاد المجاورة، التى استقبلت حوالى 700 ألف لاجئ سودانى، يعانون من نقص حاد فى المأوى والغذاء والخدمات الصحية والتعليم، فيما تواجه المجتمعات المضيفة تحديات اقتصادية خطيرة مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وزيادة الفقر.

وفى لقاءاته مع السلطات السودانية، بما فى ذلك الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أكد فليتشر على ضرورة تمكين العاملين فى المجال الإنسانى من الوصول إلى الفئات الأكثر ضعفاً لتقديم المساعدات، كما رحب بالإجراءات المعلنة لزيادة الرحلات الجوية الإنسانية وفتح مراكز إضافية للإغاثة.
وأشار إلى ضرورة حماية المدنيين فى جميع أنحاء البلاد.
واختتم فليتشر بيانه بالتأكيد على أن شعب السودان والمنظمات الإنسانية لا يمكنهم مواجهة هذه الأزمة بمفردهم، مشدداً على الحاجة إلى احترام قوانين الحرب وتوفير التمويل اللازم ورفع القيود المفروضة على الوصول الإنسانى، والأهم من ذلك، إنهاء القتال.

وتحذر الأمم المتحدة من استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية فى السودان، حيث يعيق القتال إيصال المساعدات للمدنيين فى الفاشر بشمال دارفور، مع نزوح أكثر من 400 ألف شخص منذ أبريل الماضى.
وتعمل وكالات الأمم المتحدة مع شركاء إنسانيين على تقديم الدعم فى شمال دارفور، حيث سلمت منظمة الصحة العالمية 17 طناً من الإمدادات الطبية الشهر الماضى، بينما تدعم اليونيسف تشغيل وصيانة 120 مصدر مياه، بالإضافة إلى مشاريع علاجية للتغذية ومساعدات تعليمية وصحية وصلت إلى المنطقة منذ يناير، بإجمالى ثلاثة آلاف طن مترى من الإمدادات.

توم فليتشر : السودان يعانى من أزمة إنسانية كبرى متعددة الأبعاد 4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.