تونس : أستاذ القانون قلب المشهد السياسي وأسقط كل النخب
كتب / المحرر السياسي
اجمع المراقبون ان فوز الدكتور قيس سعيد، أستاذ القانون ، برئاسة تونس قلب المشهد الساسي في تونس واسقط مفهوم النخب السياسية التقليدية.
ووصفته وكالة رويترز بأنه “الوافد الجديد من منطقة شعبية على ساحة العمل السياسي في تونس، وعودا بالتشغيل ولا بمكافحة الفقر أثناء حملته الانتخابية.. بل تعهد فقط بتطبيق القانون وكرر شعارات ”الشعب يريد“. وبالتالي تمكن من تجميع شباب ثورة يناير حوله.
ونقلت الوكالة على لسان احدى مؤيدي سعيد تدعى ألفة رضوان (53 عاما) التي خرجت مع زوجها وأبنائها تحتفل وهي ترتدي علم تونس قولها ”جئت لاحتفل…لم يعدنا بشيء لكنه أعاد إحياء روح الثورة وقيمها فينا. قيم العدالة وتطبيق القانون والتصدي للفساد الذي انتشر في كل البلاد. هذا ليس بسيط“.
وتمكن سعيد ببساطته وصراحته أن يحظى بدعم كل من الاسلاميين واليساريين في البلاد على حد سواء. وتتمثل بساطته في انه لم يصرف في حملته إلا مبالغ مالية قليلة أصبحت موضع تندر في تونس حيث يقول التونسيون إن تكلفة حملته لا تتجاوز علبة سجائر وقهوة.
ينظر اليه على نطاق واسع انه رجل من الشعب فهو يسكن شقة صغيرة في مبنى قديم في الطابق الثالث دون مصعد وبنوافذ مهشمة وأبواب متهالكة وتلفزيون صغير وبعض الكراسي البلاستيكية البيضاء. واختار مقر حملته الإنتخابية في نهج ابن خلدون الشعبي بالعاصمة تونس المكتظ بمطاعم شعبية وباعة يجرون عرباتهم. وعادة ما كان مقر الحملة يجمع بين خليط من محجبات ومتحررات وطلبة وعاطلين وعمال وأساتذة جامعيين.
ذكرت وكالة رويترز :في آخر ساعات الليل وصل سعيد إلى بيته وسط حي المنهيلة الشعبي أمام حشد منفصل من المؤيدين ومن جيران تجمعوا للاحتفال وقال مخاطبا الصحافيين ”ما فعله التونسيون هو ثورة جديدة .. يعجز عن تفسيرها علماء الاجتماع والسياسية“. وأكدت أن فوز سعيد،بمثابة توبيخ حاد للنخبة الحاكمة التي فشلت في وقف تدهور مستويات المعيشة منذ الثورة، أو القضاء على الفساد المتفشي والمحسوبية.
مرشح الفلسطينيين لرئاسة تونس
أما ابرز مواقف سعيد السياسية فكانت على الصعيد القومي حيث أكد ان فلسطين هي القضية القومية الرئيسة لدى العرب اعتبر في كثير من تصريحاته أن مشكلة العرب ليست مع اليهود، معتبرا في الوقت نفسه أن مسألة التطبيع مع إسرائيل، خيانة عظمى.
وقال إن العرب يعيشون “حالة حرب مع كيان محتل وغاصب”، متعهدا بعدم السماح لحاملي جوازات السفر الإسرائيلية بدخول تونس.
وقد استرعت مواقف سعيد من القضية الفلسطينية، اهتمام الفلسطينيين وإعجابهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ووصفه البعض بأنه “مرشح الفلسطينيين إلى الرئاسة التونسية”.
الدولة ليست شخص
ونبه سعيد في خطبة الفوز الى أهمية دور الشعب في أدارة الدولة قائلا : ” “الدولة ليست أشخاصاً لأننا نعي ما نقول ونعرف حجم المسؤولية، وما معنى الدولة التي يجب أن تستمر”.
واضاف في مءتمر صحفي بعد اعلان النتائج شبه الرسمية :”أشكركم من أعماق الأعماق، وسأحمل الرسالة والأمانة بكل صدق وإخلاص، لأننا اليوم نحاول أن نبني بقدراتنا تونس جديدة، تونس التى صاح الشعب في ديسمبر “الشعب يريد” واليوم أرى أنكم تحققون ما تريدون. هذه الجملة العابرة للتاريخ العابرة للقارات حتى الدول التي لا تنطق اللغة العربية رددوها بالعربية”.