مشاهدة صغيره لعراك بين طفلين انتهت بتدخل أحد الأبوين مع دموع كثيره وأصوات مختنقه
كل يحاول أن يشرح وجهة نظره انه هو المعتدى عليه وليس المعتدي .
وقفت اراقب الطفلين وهما منهمكان في محاولات طفولية ، تجعلك تبتسم وانت تشاهد البراءه تقدم مبررات .
انتهت المشادة بين الطفلين بأن يقول أحدهما للآخر انة اسف .
طفل يردد انا اسف …. وآخر يقف متعنتا يقلب شفتيه الصغيرتين رافضا الاعتذار بكل قوه .
التفت الطفل الأول إلى الوالد الواقف بينهما قائلا : اقول له أنا اسف ، اسف ، اسف …. وهو لا يرد عليّ ولا يرضى أن يكلمني .
سرحت بخيالي طويلاً وقفزت إلى ذهني عباره وجدت نفسي أتأملها واغوص في معناها : الاعتذار ، وثقافة الاعتذار في بلادي .
ثقافه الاعتذار في وطني العربي تبدأ وتنتهي بكلمه انا آسف فقط …. وبعدها نطالب الآخر بوجوب قبول الاعتذار مهما كنا قد أخطأنا بحقه ، ومهما كنا قد سببها له الما أو مكابده ….. و نقتنع بأن مجرد التلفظ بهذه الكلمه يوجب مسح كل ما سببناه للآخر من معاناه .
ثقافه الاعتذار …. وأسأل ذاتي :اهي مهاره ، أم أخلاق ؟ ؟ ؟ ؟
عدت للجمله :ثقافه اعتذار
ماذا يعني ثقافه : ثقف الشيء اي هذبه
هذا يعني أن الاعتذار هو عمليه تربوية يقوم عليها المجتمع ، إنما القصد هو تهذيب فعل سيء قام بفعله انسان وهذا التهذيب يكون بإزالة الأذى الذي سببته للآخر بإبداء الندم على ما صدر منك أولا ورغبته حقاً في تصحيح الخطأ ، وتطييب لخاطر ومشاعر الإنسان الذي جرحته .
هل الاعتذار عندنا بهذا المفهوم ؟ ؟
هل كلمة انا اسف التي تعودنا على النطق بها اوتماتيكيا تفي بالغرض وتدل على هذا المفهوم ؟
هل ثقافه الاعتذار لدينا هي ثقافه أفراد أم ثقافه مجتمع ؟
أصدقكم القول !!؟ ؟ …. هي ليست كذلك .
هناك البعض من تكبر عليه نفسه فلا يستطيع حتى النطق بكلمه الأسف .
وهناك الآخر الذي تعود أن يخطأ في حق الآخرين وينال من حقوقهم ويظن نفسه انه قد استمرت لنفسه بمجرد قول الجمله دون احساس بما سببه للآخر
وبين هاتين المجموعتين تضيع مهارة تربوية ، وخلق عظيم أن نشأ على مفهومه الصحيح جيل ، لتغيرت مفاهيم ، وقيم كثيره أقلها أن يشعر الإنسان بالآخر الإنسان أيضا أن له من الحقوق مثله تماما
تخيلوا معي لحظات :أن ينشأ جيل يعرف أن لمن حوله من البشر نفس الحقوق التي يريدها ؟ !!!
كم تتغير أخلاق ،
وكم تتعدل وجهات نظر ،
وكم من القضايا العالقه بين اخوه تنتهي ،
وكم من المشاكل بين البشر تختفي ؟؟!!.
احب ان احصل على حقوقي … والآخر أيضا يحب أن يحصل عليها أيضا
احب ان يعاملني الآخر بود ورقي … والآخر أيضا يريد هذا ؟ ؟ ؟
لو عاملنا الآخرين بما نحب أن يعاملونا به ….لما أحتجنا اصلا للاعتذار!!
ولو عاملنا الآخر بغير الطريقه التي نحب أن نتعامل بها … لقدمنا الاعتذار بأسلوب و ووعي كفيل أن يمسح جرح الآخر بطيب خاطر .
واعود لأتساءل أحبتي ؟ ؟ ؟ ؟
من المسؤول اولا عن غرس ثقافه الاعتذار في النفوس ؟ ؟ ؟
اهي بيئه الاهل ؟ ؟
ام المدرسه ؟ ؟ ؟
ام المجتمع كاملا بكل أطيافه بحيث لو قصر طرف في هذا ، عوضه أطراف أخرى ؟ ؟ ؟
ويبقى السؤال لكم أحبتي