ثلاثية الجوع والحرب والعنف الجنسي تعصف بالسودانيات في يوم المرأة العالمي

✍ كتبت: د. هيام الإبس

معاناة المرأة السودانية في ظل الحرب والأزمة الإنسانية

يحلّ اليوم العالمي للمرأة هذا العام في السودان وسط ظروف إنسانية معقدة نتيجة الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي أجبرت ملايين النساء وأسرهن على النزوح والتشريد، وجعلتهن عرضة للجوع والموت والعنف الجنسي.

المرأة السودانية في مواجهة الحرب

تعيش المرأة السودانية مأساة مضاعفة، حيث تواجه:

• فقدان الأحبة بسبب القتال.
• النزوح والتشريد، مع تحمل مسؤولية إعالة الأسرة.
• تدهور الأوضاع المعيشية، وغياب الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة.
• تعرض النساء للعنف الجنسي، الذي يُستخدم كسلاح في الصراع.

وتشير تقارير حقوقية إلى تعرض آلاف النساء للعنف الجنسي خلال الحرب، خاصة من قبل قوات الدعم السريع، بالإضافة إلى اختفاء قسري لأكثر من 209 امرأة وفتاة.

دور المرأة السودانية في التغيير السياسي

ترى الصحفية والباحثة عائشة السماني أن المجتمع السوداني لا يمنح المرأة مناصب قيادية في الأحزاب السياسية، بسبب السيطرة الذكورية. ومع ذلك، كانت المرأة في طليعة ثورة ديسمبر، حيث شاركت بقوة في الاعتصامات والمظاهرات. لكن الحرب الحالية جعلتها عرضة للاستهداف والاضطهاد، حيث تواجه الخطف، الاغتصاب، والاتجار بالبشر.

نداءات لحماية المرأة السودانية

في ندوة افتراضية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، شددت تهاني عباس، مديرة منظمة نورا لحقوق النساء والأطفال، على أن المرأة السودانية تتحمل العبء الأكبر خلال الحرب، حيث تدير الأسر، وتبحث عن الطعام والطاقة، وتواجه العنف وانعدام الأمان.

بينما أكدت وينِي عمر، المدافعة عن حقوق الإنسان، أن السودان يشهد فقرًا متزايدًا وغيابًا للعدالة، مما أدى إلى فقدان النساء مصادر رزقهن، وخدمات التعليم والصحة، وأبسط مقومات الحياة الكريمة.

أما الناشطة رابحة إسماعيل، فأشارت إلى أن مئات الآلاف من النساء في معسكرات النزوح يعانين أوضاعًا كارثية، مع توقف الفتيات عن التعليم بمختلف مراحله.

المرأة السودانية بين التشريد والانتهاكات

ترى الصحفية هند رمضان أن المرأة السودانية تعيش أسوأ أوضاعها، حيث تتعرض للاغتصاب والانتهاكات الجسدية وسط تفاقم الأزمة الاقتصادية والتشريد. وتضيف أن الانتهاكات تضاعفت بشكل يفوق قدرة النساء على التحمل، مما يجعلهن من أكثر الشرائح استهدافًا في هذه الحرب.

ختامًا

يستمر النزاع العسكري في السودان منذ 15 أبريل 2023، مما أدى إلى كارثة إنسانية واسعة، خاصةً على النساء والأطفال. ومع حلول اليوم العالمي للمرأة، تتجدد الدعوات لحماية حقوق المرأة السودانية، ووقف الحرب التي تهدد حياتها ومستقبلها.