كتبت أ.د.نادية حجازي نعمان
يجني المؤمن الذي واظب علي التقرب إلي ربه خلال هذه الأيام المباركة ( العشر الأوائل من ذي الحجة ) من خلال الطاعات و انطلاقا من أن من حرم خير هذه الأيام قد حرم الخير الكثير لذا فالعبد المسلم مطالب بالاستمرار في الطاعات ومداومة الاستغفار والتصدق وبر الوالدين وصلة الرحم في مرحلة ما بعد العشر الأوائل من ذي الحجة
الشيخ الدكتور بندر بليلة، إمام وخطيب المسجد الحرام، تطرق خلال خطبة الجمعة الأخيرة في العشر الأوائل من ذي الحجة بالمسجد الحرام بمكة المكرمةً إلي فضل الأيام العشر التي خلت: لقد تَفَيَّأنا فيما خلا ظِلالَ خيرِ الأيام، أيامِ عشرِ ذي الحجة وأيامِ الحجِّ المباركات.
ثمار ما بعد عشر ذي الحجة
ومضي الدكتور بليلة للقول ، إنها قد لَمْلَمتْ رِحالَها ومَضَتْ، وطوتَ خِيامَها وتوَلَّتْ، بعد أن أتْحَفتْنا بالنعم الكريمة، والرَّحَمَاتِ العظيمة، وحمَّلْناها ما عَمِلْنا فيها من الأعمال، فهنيئًا لِمَن فاز فيها ونُعمى، وتَعْسًا لِمَن حُرم فيها ، ألا وإن من أعظم ما ينبغي أن يظفرَ به المسلمُ من ثمارِ تلك الأيام الجليلةِ وآثارِها: استدامةَ الأعمالِ الصالحات.
وتابع : فما أجمل الطاعةَ تعقُبُها الطاعات، وما أحسنَ الحسنةَ تتلوها الحسنات، وما أروع تَتَابُع أعمالِ البِرِّ منتظمةَ الأطرافِ مُتتابعةَ الحَلْقات؛ إنها الباقياتُ الصالحات ، فقال تعالى: «وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا» سورة الكهف ٤٦ وقال تعالى: «وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا» سورة مريم (٧٦)
وتحدث عن ثمار عشر ذي الحجة المتمثلة في استدامةَ الطاعةِ ومواصلةَ العبادةِ دَلالة القبول، فقال تعالى: «وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴿66﴾ وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْراً عَظِيمًا ﴿67﴾ وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿68﴾» من سورة النساء .
ساحات الطاعة فيما بعد عشر ذي الحجة رحبة
وأفاد بأن ميادينَ الطاعةِ واسعة، من صلاة وصيام واعتمار، وقراءةِ قُرآنٍ وذكر وصدقة، وما شَرَع اللهُ فريضةً إلا وشَرَع من النافلة مثلَها؛ ليغنَم العبدُ الأجرَ والثواب، ويحسُن له المُنقَلَبُ والمآب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى: وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يسمع به، وبصرَه الذي يُبصر به، ويدَه التي يبطش بها، ورِجلَه التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، وإن استعاذني لأعيذنَّه».
وأكد أن المداومةَ على العملِ الصالحِ ولو كان يسيرًا خيرٌ من عملٍ كثيرٍ منقطع، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: سُئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: (أدومها وإن قل) أخرجه البخاري ومسلم، وسأل علقمةُ عائشةَ رضي الله عنها فقال: يا أمَّ المؤمنين: كيف كان عملُ رسول الله؟ هل كان يخُص شيئًا من الأيام؟ قالت: (لا، كان عملُه ديمة، وأيُّكُم يستطيعُ ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يستطيع؟) أخرجه البخاري ومسلم.
٢٠٢١/٧/٢٥