ثورة رمضان الروحية(9).. عيد الفطر جائزة إلهية لصائمي شهر رمضان

بقلم / الدكتور محمد النجار

أرسل الله إلينا هدية شهر رمضان ، استقبلناه بفرح وسرور ، فقد حمل لنا فريضة الصيام ، فصمنا أيامه إيمانا واحتسابا لك يا الله، فاجعله شاهدا لنا يا الله ، وقمنا لياليه ايمانا واحتسابا فلا تحرمنا عفوك ومغفرتك يا الله .

وهاهو اليوم الأخير نودع فيه الزائر الحبيب الذي اشتقنا له طوال العام ، ثم جاء ومعه الفرح والسرور ، وها نحن نودعه  بالدموع ونسال الله أن يعود إلينا العام القادم ونحن لازلنا على قيد الحياة ليحمل لنا المغفرة والعفو .

وحتى لاتحزن قلوبنا على فراق الحبيب رمضان ، وهبنا الله عيداً مبارك نفرح به ، ويفرح معنا كل المسلمين .

فلك الحمد والشكر ياالله

أرسل الله لنا جائزة في نهاية شهر الصيام  ..جائزة عيد الفطر المبارك لكل من صام رمضان قياما واحتسابا ،، لننشر السعادة على من حولنا ، على ابنائنا وإخواننا وجيراننا ،، بل على كل المسلمين.

إنه العيد الحقيقي الذي يكتبه الله في ميزان حسنات كل من ينشر الفرح والسلام ، والتصافح والتسامح مع الآخرين .. نفرح بالعيد دون أن نرتكب أي معصية بحجة أنه العيد ..إنه يوم عبادة لله ، فكما التزمنا بأمر الله في صيام رمضان ، فعلينا أن نلتزم بالفطر يوم العيد بأمر الله ..

السُنن المُستحب فعلها يوم العيد

يجب أن نقتضي برسول الله صلى الله عليه وسلم بما فعله يوم العيد ، وقد سَنّ مجموعة من السُّنَن يُستحَبّ فِعلها  يوم العيد ، منها :

  1. الغُسل قبل الخروج إلى الصلاة.
  2. لبس الجميل من الثياب.
  3. الذهاب إلى صلاة العيد من طريق، والعودة من طريقٍ آخر.
  4. تهنئة المُسلمين بعضهم البعض بمناسبة العيد.
  5. التكبير وإظهاره بين الناس ، لقول الله تعالى : (((وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)))،
  6. استشعار الإنسان قيمة تكبيرات العيد لأن التكبير هو شُكر الله تعالى  على توفيقه للإنسان على أداء طاعته التي قدَّمها ، وتشمل  تكبيرات العيد كل أشكال  ذِكر الله تعالى : من حَمدٍ، وتسبيحٍ، وتهليلٍ.

صيحة الله أكبر في العيد

إن صيحة الله أكبر هي شعار المسلمين في كل أنواع طاعة الله ، سواء كانت في الجهاد في سبيل الله ، أو كانت صيحة تعظيمه عند انتصار العدل على الظلم ، وصيحة التكبير “الله أكبر” في اليوم الذي اختاره الله فرحا للمسلمين يوم العيد .

وينبغي أن تكون صيحة كل مسلم عندما يرزقه الله بأي نعمة يفرح بها ..

إن صيحة الله أكبر هي إعلانٌ من المسلم بمَحبّته لله الكبير المتعال، وشعور المسلم بالعزة والكرامة والعلو عند تكبيره لله ..

صيغة التكبير في العيد

توجد صيغ متعددة لتكبيرات العيد : منها :

صيام الست من شوال

نبهنا النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى فضل صيام الست من شوال وأجرها العظيم ، فصيام شهر رمضان ثم صيام ست من شوال يكون للإنسان بهما عند ربه أجر سنة كاملة .

قال  رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

(((مَن صام رمضان ، ثمّ أتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدَّهر)))رواه مسلم وغيره.

وذلك  لأنّ الحسنة بعشر أمثالها، فأجر صيام شهر رمضان بعشرة أشهر ، وأضف صيام ستة أيام  من شوال بستين يومًا، فيبلغ مجموع ذلك العام كلّه. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

(((صيام شهر رمضان بعشرة أشهر وصيام ستة أيّام بشهرين فذلك صيام السنة))) رواه النسائي.

أخيرا ندعو الله أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وسائر شهر رمضان ، وأن يكتب ذلك في موازين حسناتنا ، وأن يوفق أمتنا وينصرها على كل معتدٍ غاصب ، وأن يعود مسجدنا الأقصى إلى أيدي المسلمين الطاهرين ،  وتحريره من دنس اليهود الغاصبين .

وأن يعود علينا رمضان أعواما متوالية ، ونحن في كرامة الإسلام .

د.محمد النجار

الأد 30رمضان1443هـ

الموافق  اول مايو 2022م

 

 

Exit mobile version