جبر الخواطر

كتب الدكتور  أمين قاسم يقول : مش ممكن ..  مش ممكن ..ما كنتش مصدق الموقف اللي حصل معايا شخصيا .

كنت مسافر  ومريت بالسيارة من داخل قرية. وأنا ماشي لقيت موتوسيكل له صندوق وفيه ليمون وواقف جنبه طفلين أعمارهم في حدود عشر سنوات. وقد اختلطت في وجوههم البراءة مع المعاناة . خلطتهما شمس الظهيرة الحارقة. ينتظرون أن يشتري منهما أي أحد من المارة وهم قليلون جداً.

ركنت السيارة بجوارهم ونزلت.

وكان جنبهم واحد بيعمل سندوتشات كبدة. ولقيت واحد من الطفلين راح اشترى سندوتش لا يتعدى طوله 15 سنتيمتر. وقسم السندوتش نصين بينه وبين أخوه.

وزن الليمون واديتله عشرين جنيه.  ورحت لبتاع الكبدة .

مشيت وركبت السيارة ولاحظت إن واحد منهم ركب الموتوسيكل.

قولتله. .   إنت حتمشوا ؟

قولتله … دا شكل الراجل بتاع الكبدة بينادي عليك.

راح يشوف فيه إيه. ولقيته جاي علي يجري قبل ما أمشي وانا باستغرب.

وهنا كانت المفاجأة التي أذهلتني وشلت تفكيري بالمرة.  وكنت قد جلست على كرسي القيادة . وأتاني من ناحية الباب. حسبته جاء ليشكرني. ولكن سبحان الله . جاء هذا الطفل ليرد الجميل.  جاء بمنتهى العفوية يتوسل الي وقد أمسك العشرين جنيه (ثمن الليمون) وهو يكاد يبكي ويقول:

قلت له … ما تزعلنيش منك … فقال:

الحمدلله. .  ما زالت الدنيا بخير

رغم فقره وصغر سنه.  .  لكن رأيت منه موقفاً هزني من الأعماق.

زميلي الفاضل في شعبة الطحالب :

من أحب الأعمال إلى الله يادكتور امين كما تعلم… جبر الخواطر

أجراً عظيماً وثواباً كبيراً أعدّه الله سبحانه وتعالى لمن رسم البسمة على شفاه المحرومين، وأدخل السعادة والسرور على قلوب الفقراء والمحتاجين، كما جاء في الحديث عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أيُّما مؤمنٍ أطعم مؤمنًا على جوعٍ أطعمه اللهُ يومَ القيامةِ من ثمارِ الجنَّةِ وأيُّما مؤمنٍ سقَى مؤمنًا على ظمأٍ سقاه اللهُ يومَ القيامةِ من الرَّحيقِ المختومِ وأيُّما مؤمنٍ كسَا مؤمنًا على عُرْيٍ كساه اللهُ يومَ القيامةِ من حُلَلِ الجنَّةِ

من اختيارات أ.د.نادية حجازي نعمان

الخميس 11 فبراير 2021

Exit mobile version