أراء وقراءاتشئون عربيةفلسطين

‏جثامين في ثلاجة العدالة

 

العالم اليوم مذهول من مشهد الجثامين!

يتفحصها بعدسته المكبّرة،

يقيس درجة التحلّل، ويحلّل نوع الحبل الملفوف حول الرقبة،

ثم يكتب تقريرًا مطوّلًا عنوانه: “نوصي بالتحقق أكثر!”

 

أما نحن، فلا نحتاج تقاريرهم،

نعرف جيدًا أن ما تحت الكفن إنسان،

كان يومًا يصلّي، يبتسم، ويحلم بالحرية…

لكنهم لا يرونه إلا “ملفًا” في أرشيف العدالة الدولية!

 

الغرب الذي يذرف الدموع على “كلبٍ مفقود”

لم يجد بعدُ دمعةً واحدةً على إنسانٍ مقيّدٍ، مشنوقٍ،

أُعيد في كيس أسود، وعليه آثار سلاسل من “حضارتهم” ذاتها.

 

وحين يُسأل أحدهم عن الإبادة يقول:

“نعم، شاهدتُ غزة… كأنها قنبلة نووية، لكن ليست إبادة!”

يا للدهشة! ربما يقصد أن القتل عندهم يصبح جميلاً

إذا كان بأيدي “المدنيين المهذبين”!

 

العالم يراقب الجثامين كمن يراقب تجربة كيميائية،

يتناقش في “مستوى الانتهاك”،

بينما نحن ندفن أبناءنا دون أن نجد كفنًا كافيًا…

 

لكن لا بأس،

فقد تعلمنا أن العدالة الدولية لا تتحرك إلا حين تتلقى إذنًا من “الجهة المانحة”،

وأن الكرامة لا تُمنح إلا لمن يملك عضوية دائمة في مجلس الأمن!.

مختارة من حساب الدكتور منير البرش على منصة x.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى