العالمالمجتمع

جدل حول ملاحقة المجاهرين بالإفطار في رمضان

مقهى في نار رمضان ( الارشيق)
مقهى في نار رمضان ( الارشيق)

يدور جدل في عدد من البلدان الإسلامية والعربية،حول عمليات ملاحقة المجاهرين بالإفطار في شهر رمضان، وتتدرج عمليات الملاحقة، من بلد إلى آخر، بدء من التأنيب والتقاط الصور ومرورا بإغلاق المطاعم والمقاهي وطرد الجالسين فيها وانتهاء بالاعتداءات الجسدية على المفطرين بالضرب والصلب في الشوارع كما يحدث في باكستان وفي المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش في سوريا والعراق.

وذكرت إذعة ” مونت كارلو ” في تقرير لها الأحد 12 يوينة 2016 أنه في تونس، اختلفت المعاملة من العام الماضي إلى الحالي، وما زالت تختلف من حي إلى آخر، حيث غلفت المقاهي والمطاعم، في وسط العاصمة، واجهتها المطلة على الشارع، ولا يتعرض أحد لروادها هذا العام على عكس العام الماضي عندما انطلقت حملات تحت اسم “النصح والإرشاد ومحاربة المنكر” قامت بها مجموعات من الشباب. ولكن الأمر يختلف في منطقة المرسى السياحية حيث يقوم أنصار أحد الأحزاب الدينية بمداهمة المقاهي لتصوير الزبائن ونشر صورهم على فايسبوك باعتبارهم مجاهرين بالإفطار.

 

عموما، يبدو أن سبب التغيير هذا العام هو تحذيرات شديدة اللهجة أطلقتها الأحزاب والجمعيات في إطار “الائتلاف المدني من أجل الحريات الفردية” مطالبة السلطات بحماية الحقوق والحريات الفردية التي نص عليها الدستور.

 

في مصر، أعلن أن دار الإفتاء المصرية أكدت أن المجاهرة بالإفطار في نهار رمضان “لا يدخل ضمن الحرية الشخصية للإنسان، بل هي نوع من الفوضى والاعتداء على قدسية الإسلام”، وأثار هذا الإعلان حملة استنكار وجدلا كبيرا على شبكات التواصل الاجتماعي، نظرا لأن الدستور والقانون في مصر لا يجرمان الإفطار جهارا في رمضان.

 

ولكن رجال الأمن شنوا، بالفعل، عمليات مداهمة للمقاهي والمطاعم لمطاردة المجاهرين بالإفطار، بل وقاد نائب رئيس حي العجوزة بالقاهرة، حملة واسعة على عدد من المقاهي لضبط المُفطرين، تحت إشراف رئيس الحي.

 

وأفادت شهادات أصحاب المقاهي أن أجهزة الأمن تصدر لهم تعليمات، بصورة ودية، لعدم فتح المقاهي قبل الإفطار، وأن رجال الشرطة يتحايلون لعقاب المجاهرين بالإفطار بتحرير محاضر إحراز سلاح أبيض بدون ترخيص، أو قضايا مخدرات للمفطرين من تجَار المخدرات.

مصدر بمديرية أمن الجيزة نفى وجود تعليمات خاصة بالقبض على المجاهرين بالإفطار في رمضان، ولكن رؤساء المباحث بمدن وأنحاء المحافظة يقدمون على هذه الحملات معتبرين أن المجاهر بإفطاره يؤذي مشاعر الآخرين.

 

على المستوى التشريعي، كانت هناك بعض المحاولات، في مصر، لإصدار قانون يعاقب من يجاهر بالإفطار ولكنها لم تنجح، بينما يعاقب القانون في الكويت المجاهر بالإفطار بالغرامة وبالسجن، وفي بعض المقاطعات الإندونيسية يصل الأمر حتى عقوبة الجلد.

 

أما تنظيم داعش فإنه يطبق بالفعل عقوبة الجلد 50 جلدة أو الصلب على أعمدة الإنارة في الشارع على المجاهرين بالإفطار في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا والعراق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.