جريدة ( وضوح الإخباري ) تحاور رئيس الاتحاد الكردستاني بالعراق حول تداعيات أحداث سوريا
الدكتور ياسين الملا يتوقع عودة الصراع المذهبي بين السنة والشيعة بالمنطقة
أجرت الحوار الكاتبة الصحفية / إيمان أبو الليل
في ظل الأحداث الساخنة في منطقة الشرق الأوسط، كان لنا لقاء مع الدكتور ياسين الملا المتخصص في الشئون الكردية والعربية، ورئيس الاتحاد الكردستاني في العراق، للحديث عن تداعيات أحداث سوريا، التي لم تستغرق أكثر من ١٥ يوم.
رأينا الشارع العربي وربما الشارع العالمي، في حيرة من أمره، والكثير اختلط عليه الأمر، حتى وقع الجميع كما نرى على مواقع الشبكة العنكبوتية كاد الجميع أن يقع في فخ الانقسام.
فكيف توضح لنا ما يحدث في كلمات بسيطة، يمكن من خلالها فهم ما بين سطور الأحداث؟
*أولا ما حدث في سوريا هو أمر جلل، وزلزال قوي للشرق الأوسط كله، لأن سقوط نظام في بلد چيوسياسي وچيوغرافي مثل سوريا، كان مفاجأة للجميع.
..هل ذكرك ما حدث بسقوط نظام صدام حسين في العراق؟
*نعم ونستطيع أن نقول بأن ما حدث في سوريا هو إمتداد تاريخي، عندما سقط نظام صدام في ٢٠٠٣، وقتها أمريكا قدمت العراق على طبق من ذهب لإيران.
وتوغل النظام الإيراني في العراق كمذهب، وساعد هذا غياب العرب بتخليهم عن العراق وقتها.
وسيطرت على العراق ايران وتركيا، لكن بالطبع ظهور إيران كان الأقوى
والآن أقول أن الدول التي أعطت الضوء الأخضر لسقوط نظام بشار الأسد، كان لتقديم سوريا على طبق من ذهب ل تركيا.
وهذا إمتداد لما حدث قبل حوالي ٥٠٠ سنة، من الصراع الصفوي العثماني القديم، ومن قراءة المشهد أعتقد تكراره بالنفوذ الإيراني في سوريا والعراق.
هل سيعود الصراع المذهبي من جديد؟
*اعتقد الصراع سيكون مرير، بين السنة والشيعة في العراق وسوريا، ولا أتمنى أن يحدث هذا.
– رأينا بعد مغادرة بشار في أقل من ٤٨ ساعة، نجح الكيان الصهيوني في تدمير الأسطول البحري، ودخل قواته مناطق حول الجولان، والسؤال: أين روسيا صاحبة قاعدة طرطوس؟
*روسيا الآن مشغولة بحربها على أوكرانيا، والقادم يقول أن هناك صفقة ربما تتم بين بوتين وترامب، ومعروف أن ترامب هو رجل الصفقات.
وستكون الصفقة أن تتخلى روسيا عن سوريا، مقابل أن تتخلى أمريكا عن أوكرانيا.
-أين الكيان الصهيوني من أحداث سوريا؟
*اسرائيل سعيدة بما يحدث، حتى لا يكون لسوريا جيش قوي، على الأقل خلال العشر سنوات القادمة.
الجيش السوري بأسطوله البحري، والمصانع والترسانة الخاصة به، تم تدميرها بالكامل كما قالت اسرائيل.
أعلنت إسرائيل أن ٤٨٠ هجمة صاروخية وقصف بالطائرات، تمت على الجيش السوري.
-كيف سبعاد تشكيل الجيش السوري في المرحلة القادمة؟
*أعتقد أن القوات التي دخلت مع الجولاني، ستكون بديلا عن الجيش السوري السابق.
-هل كان نظام بشار والجيش السوري، هشا لهذه الدرجة التي هزت المنطقة؟
*نعم، ولولا دعم إيران وروسيا لبشار، لسقط من ٢٠١٦، والآن تخلوا عنه.
ومن هنا نعود للصراع العثماني القديم، الذي كاد أن يدخل روما، وحتى الآن أوروبا تدين بالفضل لإيران.
فلولا هجمات عباس الصفوي على الدولة العثمانية، لكانت الدولة العثمانية احتلت روما.
لهذا أعتقد أن هذا الصراع سيعود مرة أخرى في الشرق الأوسط ، خاصة في سوريا والعراق.
– هل ترى تغيرا في الموقف الإيراني الدولي، خاصة بعد تخاذل موقفها من اغتيال إسماعيل هنية على أرضها، ومصرع رئيسها في ظروف غامضة حتى الآن؟
وهل ترى أن ترامب جاء هذه المرة بأچندة ستفرض على إيران، أم أن إيران لها موقفها الخاص لقضاياها الداخلية والخارجية؟
*إيران من الصعب فهم ما تريد، وحتى ترامب، قراراته حتى الآن لم يتم الكشف عن كل ما يجول بنفسه، لهذا من الصعب توقع ما سيحدث بشكل قاطع.
لكـــن وحسب المعطيات أن هناك توافق بين ترامب وإيران على مسألة النووي.
– وهل سيتم توافق نووي مع إيران يسمح لها بامتلاك أسلحة نووية؟
*الهدف الاستراتيجي المهم من أيام شاه إيران، منذ عام ١٩٧٦تقريبا إلى الآن، هو حصول إيران على على الطاقــة النوويــة.
الآن استطيع أن أقول بأن إيــران دخلت النادي النووي العالمي، وبشكل سلمي.
– وأين إسرائيل من هذا؟
اسرائيل تخشى من الأسلحة النووية، أما ما يحدث هو حصول إيران على طاقة نووية،
إيران دولة براجماتية، ومستعدة لفعل أي شئ من أجل إبقاء الطاقة النووية لديها.
-كيف ترى المشهد؟
أرى أن الخمس سنوات القادمة سترى صراعات وأزمات، وأقواها عودة الصراع المذهبي بين السنة والشيعة.