أراء وقراءات

جمهوربتي محبوبتي

بقلم. شريف زيد

لا أذيع سرا عندما أعلن إنني من عشاق مدرسه أخبار اليوم.  وإنني طالما حلمت باالأنضمام إلى كتييتها الصحفيه.. وعندما أتيحت لي فرصه التمرين في السنه النهائيه أداب لغه عربيه وتم توزيعي مع بعض زملاء الدفعه إلى جريده الأهرام للتدريب على العمل الصحفي في أقسام التصحيح اللغوي.

لم أنبهر بأضواء المؤسسه العريقه، وسعيت جاهدا لتغيير خطاب التكليف ولم أنجح في ذلك.. وأعترف أن متابعتي وقراءتي اليوميه لجريده الجمهوريه لم تكن اختيار ولكن بحكم عمل والدي رحمه الله عليه بين جدرانها مصورا صحفيا من الطراز الأول طالما تعلمت منه.

وجاء تعييني بعد وفاته بقوه القانون لأستكمال المسيره، وقبلت عن غضاضه رغما عني ولكن
لم يتوقف حنيني لمعشوقتي الأولى الأخبار
ومحاولتي للألتحاق بها والتي باءت كلها باالفشل
ورغم نجاحي في توفير فرصه عمل إضافية وقتها بجربده الأهرام بنظام المكافأه الشهريه والجمع بين مؤسستين صحفتين في وقت واحد لمده ثلاث سنوات تقريبا في الفتره بين عامي 91 و94 الجمهوريه والأهرام في ظاهره ومغامره ربما الأولى من نوعها قلما تحدث نظرا للعداء الأزلي بين قيادات هذه المؤسسات وقتها- خاصه وأن عملي في الجمهوريه ذو طبيعه حساسه مع رئيس مجلس الإداره الذي أبعدني عن العمل الصحفي للتفرغ للعلاقات العامه التي تتبعه مباشره.

ومرت الأيام وتركت الأهرام دون إرادتي لتعييني في مؤسسه الجمهوريه وأتذكر كلمات الكاتب الكبير الراحل عبد الوهاب مطاوع رئيس تحرير مجله الشباب والتي تصدر عن الأهرام والذي تشرفت بالعمل معه وإقناعه لي بضروره مراجعه قراري والعدول عنه وتفرغت تماما لجريده الثوره عملا باالمثل القائل مجبر أخاك لا بطل.

ورأيت أشياء لم أكن لأراها من قبل رغم وجودي سنوات في أحضانها.. أكاديميه متنوعه تضم كل فنون الصحافه.. رأيت كتابا وجها لوجه طالما قرأت لهم واستمتعت بكتابتهم.. محمد الحيوان وكامل زهيري والعزبي وناصف سليم وناجي قمحه وغيرهم الكثيرببن.. أساتذه كبار لم يبخلوا يوما في تقديم مساعده أو نصيحه حب بلا مقابل .

أجيال تتواصل عشق ممتد ارتباط غير مسبوق بذلك المبني العتيق الكائن في شارع زكريا أحمد

وأتذكر حزن الزملاء وبكاء الزميلات عندما تم إبلاغنا باالأنتقال إلى المبني الجديد في شارع رمسيس
ورغم وجودي أكثر من نصف خدمتي خارج حدود الوطن، إلا أن ارتباطي وحنيني إليها لم يفتر أو يصدأ، ولم تكن الجمهوريه مجرد صحيفه صدرت لتضيف رقما جديدا في سوق الصحافه
بل قصه حب وحكايه عشق.

اليوم يمر 68 عاما على إصدار العدد الأول في ديسمبر 1953 عندما كلف الرئيس جمال عبد الناصر السادات برئاسة تحريرها، واحتفظ هو برئاسة مجلس الإداره علي الترويسه الرئيسيه للجورنال.
كل عام وأنتي شامخه قويه باقيه في قلوبنا.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Check Also
Close