جنوب السودان .. الحركة الشعبية المعارضة تتهم حكومة جوبا بقتل أحد معتقليها سياسيًا

كتبت : د.هيام الإبس
أدانت الحركة الشعبية لتحرير السودان/الجيش الشعبي في المعارضة (SPLM/A-IO)، ما وصفته بـ”الانتهاكات الجسيمة والممنهجة” التي يتعرض لها معتقلوها السياسيون في سجون العاصمة جوبا، محمّلة الحكومة مسؤولية وفاة النقيب لوكا قاطوك نيوون، الذي فارق الحياة، الخميس 18 سبتمبر داخل مقر احتجاز تابع لفرقة “التايجر”، بعد تعرضه لما قالت إنه “حرمان ممنهج من الرعاية الطبية”.
ظروف وصفت بـ”اللاإنسانية”
وقالت الحركة في بيان صدر بتاريخ 19 سبتمبر، إن ما لا يقل عن 100 من قياداتها وكوادرها يقبعون في ظروف احتجاز قاسية تتسم بالتجويع، التعذيب، والحرمان المتعمّد من العلاج، مشيرةً إلى أن عشرة معتقلين آخرين في حالة صحية حرجة تهدد حياتهم.
ووصفت الحركة بيئة الاحتجاز بأنها “مخالفة لكل المعايير الأخلاقية والقانونية”، مؤكدةً أن وفاة النقيب لوكا ليست إلا “نتاجًا مباشرًا لسياسات منهجية تستهدف حياة المعتقلين”.
شخصيات بارزة خلف القضبان
شملت قائمة المحتجزين التي أوردها البيان 82 عنصراً من الحرس الخاص للدكتور رياك مشار، بقيادة عدد من كبار الضباط، منهم فوت كانج شول، وزير البترول السابق.
والفريق جابرييل دوب لام وقاتويش لام فوج، عضو البرلمان، المحتجزين في مقرات جهاز الأمن الوطني (البيت الأزرق) ومعسكر “جاموس”، ود. إيزايا أكول ألفريد مثيانج، نائب حاكم ولاية البحيرات ورئيس المعارضة في الولاية.
قاي ماجوك، وزير الثروة الحيوانية والسمكية.
وأكثر من 20 ضابطًا وقياديًا آخرين محتجزين في أماكن سرية أو معزولة عن العالم الخارجي.
انتهاك للقانون الوطني والدولي
اتهم البيان حكومة جوبا بـ”الخرق الفاضح” لكل من القانون الوطني والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، موضحاً أن الحرمان من العلاج والرعاية الصحية يرقى إلى “جريمة ممنهجة”، تمارس ضد المعتقلين السياسيين كوسيلة للانتقام أو الضغط السياسي.
وأكدت الحركة أن هذه السياسات تُهدد حياة العشرات داخل السجون، مشيرة إلى أن ما يجري لا يمثل فقط خطراً على حياة المعتقلين، بل على مستقبل العملية السياسية برمّتها.
مطالب عاجلة من المعارضة
دعت الحركة الشعبية المعارضة إلى ما يلي الإفراج الفوري وغير المشروط عن الدكتور رياك مشار وجميع المعتقلين السياسيين.
كما دعت الى تدخل المجتمع الدولي لوضع حدّ لما وصفته بـ”حملة اعتقالات تعسفية وتعذيب منهجي تمارسها حكومة جوبا ضد قيادات وكوادر الحركة”.
وفي ختام البيان، قدّم القائم بأعمال رئيس الحركة، أويت ناثانييل بيرينو، تعازيه الحارة إلى أسرة النقيب الراحل لوكا قاطوك نيوون، وأهالي مقاطعة ميوم في ولاية الوحدة، مشيداً بـ”تضحيته وشجاعته ودوره النضالي في سبيل الحرية والديمقراطية والوحدة الوطنية”.
يأتي هذا التصعيد في ظل توتر سياسي متزايد في جنوب السودان، واتهامات متكررة للحكومة بتنفيذ اعتقالات ذات دوافع سياسية بحق أعضاء المعارضة، في خرق لاتفاقيات السلام التي وُقعت سابقًا بين الطرفين.