احدث الاخبار

جنوب السودان :سلفاكير يرفض لقاء لجنة حكماء الاتحاد الإفريقي برياك مشار ويشعل الأزمة 

كتبت: د. هيام الإبس

في خطوة أثارت قلقاً إقليمياً ودولياً، رفض رئيس جمهورية جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، طلب لجنة حكماء الاتحاد الإفريقي التي أرسلت وفداً رفيع المستوى إلى العاصمة جوبا، بهدف لقاء النائب الأول السابق للرئيس، الدكتور رياك مشار، الموضوع قيد الإقامة الجبرية منذ 26 مارس الماضي، وفقاً لمصادر دبلوماسية مطلعة.

تصعيد مفاجئ يعكس تمسكاً بمواقف صارمة

الوفد، الذي ترأسه الرئيس البوروندي السابق دوميسيان ندايزيي، وصل في مهمة لتخفيف التوترات المتصاعدة على خلفية احتجاز مشار، والتي تهدد اتفاق السلام الموقع عام 2018. إلا أن سلفاكير أبلغ الوفد أنه لن يسمح بلقاء مشار قبل انتهاء التحقيقات الرسمية وإحالته للمحاكمة، رغم تأكيد المصادر الدبلوماسية بأن التحقيق لم يبدأ بعد.

إحباط دولي من تعنت الحكومة

وفق جدول زمني مسرب، كان من المفترض أن تلتقي اللجنة بمشار صباح الجمعة، ثم بالرئيس سلفاكير مساءً، إلا أن الرفض الرئاسي المفاجئ عطّل هذه الخطة. وأكدت مصادر دبلوماسية أن الوفد كان يهدف لتقديم دعم دبلوماسي لتخفيف الأزمة، غير أن موقف كير أثار استياءً لدى بعض الدوائر الدولية التي ترى أن الاحتجاز المستمر لمشار يهدد الاستقرار السياسي الهش.

تزايد الضغوط الإقليمية والدولية

الخطوة جاءت وسط تصاعد في الضغوط الدولية، لاسيما من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، حيث حذرت الهيئات الدولية من أن استمرار احتجاز مشار قد يقوض اتفاق السلام، ويدفع البلاد مجدداً نحو الحرب الأهلية.

وتفاقمت الأزمة بعد رفض كير أيضاً لقاء المبعوث الكيني الخاص، رايلا أودينجا، بمشار، موجهاً إياه إلى الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، وهو ما نفاه لاحقاً السكرتير الصحفي للرئاسة، ديفيد أمور مجور.

سلفاكير يؤكد التزامه للضامن الأوغندي

زار موسيفيني جوبا وأجرى محادثات مغلقة مع سلفاكير، أكد خلالها الأخير التزام حكومته بتنفيذ اتفاق السلام، وفق ما صرح به وزير الخارجية محمد عبدالله جوك. لكن هذه التصريحات لم تبدد المخاوف، خاصة بعد إعلان الحركة الشعبية المعارضة بقيادة مشار عن انهيار الاتفاق.

اشتباكات جديدة تؤجج المخاوف

شهدت منطقة ناصر في ولاية أعالي النيل، معقل مشار، اشتباكات عنيفة بين “الجيش الأبيض” والقوات الحكومية، في مؤشر مقلق على هشاشة الوضع الأمني، خصوصاً في ظل نشر أوغندا لقوات خاصة لتأمين جوبا، وهي خطوة لاقت انتقادات من المعارضة.

طلب عاجل لدعم عسكري من أوغندا

كشف وزير الدفاع الأوغندي جاكوب أوبوث أن سلفاكير طلب دعماً عسكرياً من أوغندا في 10 مارس، عقب هجوم في أعالي النيل أودى بحياة جنرال وعدد من الجنود، ما رفع مستوى التوتر بشكل حاد بين الحكومة وفصيل مشار.

جهود “الإيجاد” لاحتواء الأزمة

من جهته، صرح مبعوث “الإيجاد” إلى السودان، لورنس كوربندي، أن اجتماع مكتبه مع المبعوثين الدوليين ركز على استعراض الأزمة الإنسانية ومحاولة الدفع باتجاه وقف إطلاق النار، مشدداً على أهمية التنسيق الإقليمي والدولي لإنقاذ عملية السلام.

مستقبل مجهول في ظل تصعيد مستمر

منع لجنة الحكماء من لقاء رياك مشار يكشف عمق الخلافات بين أطراف الحكم في جنوب السودان، ويعقد المساعي الدولية والإقليمية لتفادي انهيار كامل في العملية السياسية.

ويبقى السؤال مفتوحاً: هل يتمكن الاتحاد الإفريقي من فرض دور حاسم لإعادة التوازن؟ أم أن الأزمة ستدخل في مرحلة أكثر تعقيداً، تُهدد مستقبل البلاد الوليدة بمزيد من الانقسام والصراع؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى