جنوب السودان مهدد بالانهيار: تحذيرات قوية من الجنرال أوياي دينق أجاك

كتبت: د. هيام الإبس
أطلق الجنرال أوياي دينق أجاك، القيادي البارز في المعارضة بجنوب السودان، تحذيراً شديد اللهجة، مؤكدًا أن البلاد تقف على حافة الانهيار في ظل تصاعد الأزمة السياسية وتفاقم التوترات القبلية. وأوضح أن استمرار الوضع الحالي دون تدخل جذري قد يؤدي إلى تفكك الدولة وانهيار مؤسساتها.
الأزمة السياسية تزداد تعقيدًا
تتسارع وتيرة الصراع السياسي في جنوب السودان، في ظل تنافس عنيف بين الأطراف السياسية الرئيسية في الحكومة والمعارضة على السلطة والنفوذ. وألقى الجنرال أوياي باللوم على حكومة الرئيس سلفا كير، محملاً إياها مسؤولية تفاقم الأزمة، مشيراً إلى فشلها في تقديم حلول عملية، وساهمت -بحسب تعبيره- في تأجيج النزاعات القبلية عبر تسليح المدنيين.
وأكد أوياي أن هذه التصرفات أضعفت من مصداقية الحكومة أمام المجتمع الدولي، الذي بدأ يفقد ثقته في قدرتها على بناء سلام مستدام.
انتشار السلاح يهدد الاستقرار الوطني
من أبرز التحديات التي سلط أوياي الضوء عليها هو الانتشار الواسع للسلاح بين المدنيين والميليشيات القبلية، محذراً من أن هذه الظاهرة قد تؤدي إلى مزيد من العنف والفوضى، وتهدد بشكل مباشر أسس الدولة الهشة.
وقال أوياي:
“انتشار السلاح بين المدنيين لا يمثل فقط تهديداً أمنياً، بل يقوض وحدة البلاد، حيث تتناحر القبائل بدلاً من أن تتعاون لبناء مستقبل مشترك.”
ودعا إلى ضرورة تحقيق وحدة وطنية عاجلة لتجنب الانزلاق نحو صراع دموي لا رجعة فيه.
دعوة لتشكيل قيادة وطنية شاملة
وفي محاولة لإنقاذ البلاد من الانهيار، دعا الجنرال أوياي دينق إلى تشكيل قيادة وطنية شاملة تضم كافة الأطراف السياسية والمجتمعية، معتبراً أن هذه الخطوة هي السبيل الوحيد لحماية جنوب السودان من الانزلاق إلى حرب أهلية جديدة.
وقال:
“السلام لا يمكن أن يتحقق بواسطة طرف واحد. لا بد أن نتوحد جميعًا لضمان مستقبل آمن ومستقر لوطننا.”
صراع كير ومشار يزيد الأزمة تعقيداً
يأتي تحذير أوياي في وقت تتفاقم فيه التوترات بين الرئيس سلفا كير ونائبه الأول رياك مشار، الذي وُضع قيد الإقامة الجبرية منذ مارس الماضي، في ظل اتهامات متبادلة بالتورط في أعمال العنف الأخيرة في منطقة ناصر.
ويعكس الصراع بين كير ومشار الانقسام العميق داخل القيادة السياسية، مما يزيد من هشاشة الوضع الأمني ويعقد الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار.