هجوم جديد على سد مروي يقطع الكهرباء ويفاقم المعاناة في السودان

تدمير البنية التحتية والمشاريع الحيوية يؤدي لتفاقم الأزمة في السودان
كتب: د.هيام الإبس
في ظلال الحرب المستمرة التي لا تتوقف في السودان، تزداد معاناة الشعب السوداني مع تصاعد الهجمات العسكرية. وفي فجر اليوم السبت، شهدت البلاد ظلامًا دامسًا بعد استهداف مباشر من قبل مسيّرات انتحارية استهدفت سد مروي، أحد أضخم المشاريع الحيوية في البلاد، مما أدى إلى تعطيل إمدادات الكهرباء في مناطق واسعة من السودان.
أهمية سد مروي في الطاقة السودانية
سد مروي يقع في شمال السودان ويُعد من المصادر الأساسية للطاقة الكهربائية في البلاد. يضيف الهجوم بعدًا جديدًا من المعاناة للشعب السوداني الذي يعاني أساسًا من ويلات الحرب. وقد تسبب الهجوم في حرائق في المنطقة المحيطة بسد مروي، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن عدد من الولايات السودانية مثل القضارف، كسلا، البحر الأحمر و الخرطوم.
تصعيد مستمر في الصراع السوداني
الهجوم على سد مروي ليس الأول من نوعه، فقد تعرضت منشآت الطاقة في المنطقة لعدة هجمات بالطائرات المسيرة منذ أبريل 2023. الهجوم الأخير أسفر عن أضرار كبيرة في المنشآت التي تعد جزءًا من البنية التحتية الحيوية للسودان. وتشير التقارير إلى أن هذا الهجوم يأتي في إطار التصعيد المستمر في الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
الظلام يعم السودان والمخاطر تتزايد
بعد الهجوم، دخلت السودان في إظلام شامل، حيث توقفت إمدادات الكهرباء عن مناطق كبيرة، مما زاد من تعقيد الأزمة الإنسانية المتفاقمة. القطاعات الخدمية المختلفة مثل المستشفيات ومرافق المياه تعاني من صعوبة بالغة في العمل وسط هذه الظروف.
آثار الحرب على الاقتصاد السوداني
منذ اندلاع القتال في أبريل 2023، خلفت الحرب أكثر من 20,000 قتيل ونحو 14 مليون نازح، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في البلاد. وتشير التقديرات إلى أن عدد القتلى قد يصل إلى 130,000 في حال استمرار الحرب. الهجمات على البنية التحتية مثل سد مروي تزيد من معاناة الشعب السوداني وتفاقم نقص الغذاء والدواء، مما يهدد بكارثة إنسانية.
أزمة الكهرباء وتراجع الإنتاج الزراعي
أدى الانقطاع المستمر في الكهرباء إلى تأثيرات سلبية على القطاعات الحيوية مثل الصناعة والزراعة و الصحة. وتواجه الزراعة في السودان تحديات كبيرة نتيجة نقص الكهرباء، حيث يعتمد المزارعون بشكل كبير على الإمداد الكهربائي في ري محاصيلهم. كما أن منظمة الزراعة والأغذية العالمية “الفاو” قدرت تراجع الإنتاج الزراعي بنسبة 46% في الموسم الماضي، مما يزيد من المخاوف حول استمرارية الإنتاج في المستقبل.
استهداف المنشآت الحيوية وتداعياتها الاقتصادية
تُعد محطة توليد الكهرباء في سد مروي من أكبر منشآت التوليد المائي في السودان، وتساهم بنسبة 70-75% من إجمالي الإنتاج الكهربائي في البلاد. ومع تعرض المنشآت للهجمات، يزيد من تأثير نقص الكهرباء الذي يصل إلى 60% من احتياجات البلاد.
المساعدات الإنسانية والجهود الدولية
مع تزايد حدة المعارك، تواصل الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة العالمية العمل على تقديم المساعدات للمناطق المتأثرة. ولكن، يظل الوصول إلى تلك المناطق صعبًا بسبب تصاعد القتال، ما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني.