جيش الاحتلال الإسرائيلي يخطط لتوسيع الحرب على غزة

كتب / محمد السيد راشد
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد لتوسيع عملياته العسكرية في قطاع غزة، وسط توقعات بإصدار أوامر تجنيد احتياطي جديدة في الأيام القليلة المقبلة. وذكرت الصحيفة أن هذا التوسع يأتي في إطار هدف استراتيجي حدده رئيس الأركان الجنرال إيال زامير، يختلف عن أهداف القيادة السياسية وعلى رأسها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ووفقًا للتقرير، فإن لواء 36 الإسرائيلي يواصل عملياته العسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في حين يستعد الجيش لإطلاق المرحلة الأولى من توسيع الحملة العسكرية داخل القطاع، حال عدم تحقيق تقدم ملموس في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى.
استعدادات تجنيد وعمليات عسكرية موسعة
تشير الصحيفة إلى أن الجيش أبلغ في الأيام الأخيرة عدداً من قادة الاحتياط بضرورة الاستعداد لتجنيد مفاجئ، حيث سيتم توزيع قوات الاحتياط إلى قسمين: كتائب هجومية تنفذ عمليات في عمق القطاع، وألوية ستقوم بإحلال الوحدات النظامية المشاركة في العمليات.
وعلى الرغم من الجهود السابقة التي بذلها الجيش لتقليص مدة خدمة الاحتياطيين إلى شهرين ونصف خلال عام 2025، إلا أن هذه الفترة تم تجاوزها مؤخرًا، مع استدعاء كتيبتين احتياطيتين لجولة ثانية من القتال، بسبب الأحمال الميدانية المتزايدة.
وأكدت قيادة الجيش أن تفعيل قوات الاحتياط سيتم وفق اعتبارات “مهنية وموضوعية” فقط، إلا أن الوضع الحالي يعكس أزمة متفاقمة في القدرة على تغطية المهام المتزايدة ميدانيًا.
زامير: نحتاج إلى غطاء سياسي وعقوبات للمتهربين
قال الجنرال زامير إن الجيش، في ظل الاستنزاف الحاد ونقص العنصر البشري، لن يستطيع تنفيذ مهامه دون دعم سياسي واضح، مطالبًا بفرض عقوبات مدنية على المتهربين من الخدمة. وكشف عن نية الجيش إصدار نحو 24 ألف أمر تجنيد أولي للشبان المتدينين بحلول نهاية يونيو، رغم أن 300 فقط من هذه الأوامر تم الاستجابة لها فعليًا حتى الآن، وسط امتناع الحكومة وأجهزة الإنفاذ عن تنفيذها.
اختلاف في الأهداف بين الجيش والحكومة
وشدد زامير، في حديثه مع المستويات السياسية، على أن “الجيش يجب أن يكبر”، معتبرًا أن سنة 2025 ستكون سنة حرب تتركز في غزة وإيران. كما حدد أولويات الجيش بمهمتين أساسيتين: أولهما “الواجب الأخلاقي بإعادة المختطفين”، وثانيهما “سحق حماس”.
لكن هذه الأولويات تختلف عن تلك التي أعلنها رئيس الوزراء نتنياهو، الذي قال في تصريحاته الأخيرة: “لدينا أهداف كثيرة، نريد إعادة المختطفين الـ59، ولكن للحرب هدف أعلى وهو الانتصار على أعدائنا”. وقد أثارت هذه التصريحات استياء عائلات المختطفين، الذين عبّروا عن غضبهم من إهمال قضيتهم لحساب أهداف عسكرية وسياسية أوسع.