جيش الاحتلال يستعد لعمليات برية في لبنان باعصاب منهارة والاسرائيليون يعتمدون على سلاح الملاجيء
كتب – محمد السيد راشد
كشفت هيئة البث الاسرأئيلية إن يوآف جالانت وزير الدفاع الإسرائيلي قال أن “جيش الاحتلال يستعد لعمليات برية في لبنان .
اللجؤ لخط الدفاع الأخير” في الحروب.. الملاجئ في “إسرائيل”
بعد السابع من اكتوبر والهجوم الصاروخي من جنوب لبنان لوسط إسرائيل، ووصول صواريخ اليمن لعمق تل أبيب أصبح سلاح الملاجيء خيار إجباري للاحتلال الاسرائيلي.
حيث كان خلال الحروب والمواجهات التي اندلعت بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة مع الاحتلال، وكذلك المواجهة الجارية بين حزب الله اللبناني والاحتلال، يهرع الإسرائيليون إلى الملاجئ المحصنة مع كل صفارة إنذار تنطلق، خشية إصابتهم بالصواريخ التي تغير على مختلف المدن والبلدات المحتلة.
وتعتبر الملاجئ في إسرائيل جزءاً أساسياً في الحياة العادية التي نشأت عليها أجيال من الإسرائيليين، حيث يعود تاريخ إنشائها مع إنشاء الكيان، فقد حدّد قانون “الدفاع المدني الإسرائيلي” لعام 1951 إلزامية إنشاء الملاجئ في جميع “المدن والقرى الإسرائيلية”، حيث يتم بناؤها كي تتحمل معظم الصواريخ التقليدية.
وتم استحداث قانون الدفاع المدني الإسرائيلي عام 1993، لفُرض على الأفراد والمؤسسات، بناء غرف محصّنة داخل منشآتهم، حيث تغطي الملاجئ معظم المناطق الإسرائيلية من الشمال وحتى الجنوب، وتستوعب نحو من 65% من الإسرائيليين عند اندلاع الحروب.
مدي اعتماد الإسرائيليين على الملاجئ في الحروب
تعد إسرائيل أن خط الدفاع الرئيسي عنها ضد أي هجوم صاروخي محتمل من قبل أعدائها هو أنظمة الدفاع الجوي متعددة المستويات والتي تنتشر في جميع أنحاء الكيان وتكلفها سنوياً مئات ملايين الدولارات.
رغم ذالك هناك إخفاق هذه الأنظمة في صد الصواريخ التي تختلف قوتها وقدراتها، يعتمد الإسرائيليين على الملاجئ المصممة لحماية السكان من الهجمات، والتي تم بناؤها وتحسينها على مدار 75 عاماً. ويضع الكثير من الإسرائيليين ثقتهم فيها، بل ويعدونها “خط الدفاع الأخير” في الحروب.
وكانت في بدايات سبعينيات القرن العشرين، بدأت المدن الإسرائيلية ببناء نظام من الملاجئ العامة تحت الأرض لحماية السكان من القصف الجوي.
اما في عام 1991، أطلق العراق، بقيادة الرئيس الراحل صدام حسين ، العشرات من صواريخ سكود على إسرائيل، مما أدى إلى إصابة مدن مثل تل أبيب وحيفا وألحق أضرار بها. وفي العام التالي، أقرت إسرائيل قانونا يفرض وجود الملاجئ في كل مبنى جديد.
واليوم، يمتلك حوالي 65% من الإسرائيليين ملجأ في منازلهم أو شققهم تستخدم كملجأ للقنابل، أو يمتلكون ملجأ للقنابل في طابقهم السفلي يخدم عدة شقق، أو يعيشون بالقرب من ملجأ عام، وفقاً لمصادر إسرائيلية.
ماهية تكوين الملاجئ في إسرائيل
خط الدفاع الاخير الملاجيء تكون الملاجئ داخل العمارات السكنية وتتكون من الخرسانة المسلحة والأبواب المعدنية الثقيلة المصفحة، وباستثناء الباب والنوافذ المحصنة، لا يمكن لغرف تمييز غرف الملاجئ عن الغرف العادية. وقد حول العديد من الإسرائيليين هذه الملاجئ إلى غرف نوم لأطفالهم، حتى يصبح الأطفال أكثر أماناً أثناء النوم خشية من اندلاع هجمات مفاجئة.
وفي تسعينيات القرن الماضي كانت هذه الملاجئ مصممة لتحمي الإسرائيليين في المقام الأول من الصواريخ قصيرة المدى. والآن يواجه الإسرائيليون احتمال إطلاق صواريخ كروز وباليستية ذات رؤوس حربية أكبر كثيراً من على بعد آلاف الأميال من اليمن أو لبنان أو إيران.
ومن المفترض أن تحمي البنية التحتية الحالية الإسرائيليين من هجمات الصواريخ بعيدة المدى، لأنها صممت لتتحمل الانفجارات والشظايا الناجمة عن صواريخ سكود من العراق.
وصُممت الملاجئ في الشقق بحيث تظل قائمة كبرج محصن منفصل حتى في حالة انهيار المبنى. ويقول مسؤولون إسرائيليون إن الضربة المباشرة للملجأ نفسه من المرجح أن تقتل من بداخله، لكن هذا الاحتمال قليل، نظراً لصغر مساحة الملاجئ الداخلية في إسرائيل.
ويخزن العديد من الإسرائيليين المياه المعبأة والأطعمة المعلبة تحسباً لأي هجوم جوي. وتوصي قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية دوماً بتخزين كميات من الطعام والماء والمعدات الطبية تكفي لعدة أيام في الملاجئ الخاصة أو الملاجئ المشتركة داخل المباني السكنية. ويتحمل الإسرائيليون مسؤولية تخزين هذه المواد. وتحتوي الملاجئ العامة على مصدر مياه للطوارئ، ولكن لا يوجد بها طعام.
أماكن انتشار معظم الملاجئ الإسرائيلية
لا يمتلك نحو ثلث الإسرائيليين ملاجئ في مبانيهم أو يعيشون على مقربة كافية من ملاجئ عامة تمكنهم من الوصول إليها قبل سقوط صاروخ أو قذيفة. وهؤلاء هم في الأغلب من الناس الذين يعيشون في مناطق أفقر، بما في ذلك في الريف، ومجتمعات الأقلية العربية في دولة الاحتلال، والأحياء ذات الدخل المنخفض في المدن حيث تم تشييد المباني قبل فترة طويلة من دخول لوائح الملاجئ حيز التنفيذ.
أما الإسرائيليين في منطقة تل أبيب المكتظة بالسكان، والتي تقع في الوسط وتعد العاصمة الاقتصادية للدولة، لديهم حوالي 60 ثانية للدخول إلى الملاجئ بمجرد سماع صفارات الإنذار الصاروخية. أما أولئك الذين يعيشون على الحدود بالقرب من غزة أو لبنان، فلديهم ما لا يقل عن 10 ثوان للعثور على ملجأ، وهناك تنتشر الملاجئ بشكل مكثف.
أنواع الملاجئ في إسرائيل
تنقسم الملاجئ في إسرائيل إلى ثلاثة أنواع:
أولاً: “مماد” وهي غرفة محصنة تستخدم كملجأ في الشقة الخاصة الواحدة.
ثانياً: “مماك” وهو ملجأ جماعي يوجد في مبنى خاص كالعمارة السكنية ويكون مخصصاً لجميع سكان المبنى.
ثالثاً: “ميكلت” وهو ملجأ جماعي عام تابع للبلديات، يوجد خارج المباني والبنايات في الشارع العام، ويمكن أن يكون موجوداً تحت الأرض.
تعرف علي عدد الملاجئ في إسرائيل و مساحتها
حتى العام 2021 يوجد في دولة الاحتلال الإسرائيلي مليون ملجأ تحمي السكان في حالة اندلاع الحروب أو حدوث هجمات صاروخية أو بيولوجية-كيميائية أو تفجيرات مختلفة.
في تل أبيب، العاصمة الاقتصادية لإسرائيل، يوجد 168 ملجأ كبير تحت الأرض، و356 ملجأ تابعة للمؤسسات التعليمية أو غيرها من المباني البلدية.
ويمكن الاطلاع على مواقع هذه الملاجئ على موقع المدينة على الإنترنت، كما أن اللافتات “البرتقالية” في الشوارع تخبر الناس بكيفية الوصول إليها، هذا بالإضافة إلى عشرات آلاف الملاجئ الخاصة والصغيرة التابعة للشقق.
تبلغ مساحة الملاجئ العامة التابعة للبلديات متوسطة الحجم نحو 100 ياردة مربعة ويمكنها استيعاب نحو 200 شخص بشكل مريح في أماكن إقامة بسيطة. وتحتوي الملاجئ على حمامات ومطبخ صغير ودش وأنظمة تنقية الهواء.
مؤخراً، بدأت بلدية تل أبيب في إضافة خدمة الواي فاي إلى بعض الملاجئ الموجودة تحت الأرض. وعادة ما تتوفر في الملاجئ الإسرائيلية الموجودة فوق الأرض، وهي النوع الأكثر شيوعاً، اتصالات بالإنترنت.