جِئْتُ يَا شَهْرُ مَوْلِدِهِ ..خَاطِرَة حَوْلَ حَدِيثِ اَلسَّفِينَةِ
بقلم / مدحت مرسي
جِئْتُ يَا شَهْرُ مَوْلِدِهِ
لغة ُالكلام ِكمَا رأيتَ على َفمِي َخجْلىْ ولولا الحُبُّ لم أتكلم ِ
خَاطِرَة حَوْلَ حَدِيثِ اَلسَّفِينَةِ
( مِثْلٍ اَلْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اَللَّهِ ، وَالْمدِهْنْ فِيهَا ، كَمَثَلِ قَوْمِ اَسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ فِي اَلْبَحْرِ فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا ، وَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَسْفَلُهَا ..)
هَكَذَا نَحْنُ فِي هَذِهِ اَلدُّنْيَا جَمِيعًا فِي سَفِينَةٍ تَسِيرُ بِنَا فِي بَحْرِ اَلْحَيَاةِ
لِهَؤُلَاءِ اَلْفَلَاسِفَةِ اَلْمُفَكِّرِينَ اَلْمُدَّعِينَ أَهْلِ اَلنُّخْبَةِ وَهُمْ اَلْمُفْسِدُونَ فِي اَلْأَرْضِ هَمَّ مِثْلَهُمْ مِثْلً هَؤُلَاءِ اَلَّذِينَ رَكِبُوا اَلسَّفِينَةُ مَعَنَا لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَمْنَعَهُ فَاقْتَسَمُوا مَعَنَا اَلسَّفِينَةُ فَصَارَ لِكُلٍّ مِنَّا وَضْعٍ
فَقَامَ أَحَدُ رِجَالِهِمْ فَنَقَرَ فِي مَوْضِعِهِ بِفَأس قَلَمَهُ ( وَهُوَ أَخْطَرُ اَلْفُؤُوسِ )
فَمَثَّلَ هَؤُلَاءِ يَدْعُونَ بِضَرَبَاتِهِمْ فِي سَفِينَةِ اَلْحَيَاةِ بِادِّعَاءِ اَلْمُجَدِّدِينَ وَيَنْتَحِلُونَ أَوْصَافَ كَحُرِّيَّةِ اَلتَّعْبِيرِ وَالْفِكْرِ وَالْحُرِّيَّةِ اَلشَّخْصِيَّةِ وَالْإِصْلَاحِ اَلِاجْتِمَاعِيِّ وَغَيْرِهَا مِنْ ضَرَبَاتِهِمْ اَلْفَؤْوَسِيَّة اَلَّتِي تَنْخُرُ فِي دِينِنَا وَعَقِيدَتِنَا وَتُرَابِطُ مُجْتَمَعَنَا وَأَخْلَاقَنَا
هُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يَثْقُبُونَ فِي مِلْكِهِمْ فِي مَوْضِعِهِم وَمِنْ حَقِّهِ أَنْ يَفْعَلَ بِهِ مَا يَشَاءُ وَيَتَوَلَّاهُ كَيْفَ أَرَادَ وَيَزْعُمُ بِحَمَاقَتِهِ مُبَرِّرَاتُ وَحُجَجُ
(..فَقَالَ اَلَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا : فَإِنَّا نَثْقُبَهَا فِي أَسْفَلِهَا فَنَسْتَقِي..)
اِنْتَبَهُوا أَيُّهَا اَلْأَحِبَّةُ
اَلْحُكْمَ هُنَا لَإيَكُونْ عَلَى اَلْعَمَلِ بَعْدَ وُقُوعِهِ كَمَا يَحْكُمُ عَلَى اَلْأَعْمَالِ اَلْأُخْرَى
لَالاْ هُنَا قَبْلَ وُقُوعِهِ فَهُنَا اَلْعِقَابُ لَا يَكُونُ عَلَى اَلْجُرْمِ اَلْمُقْتَرِفِ كَمَا يُعَاقِبُ اَللِّصُّ وَالْقَاتِلُ
بَلْ عَلَى اَلشُّرُوعِ فِيهِ بَلْ عَلَى تَوْجِيهِ اَلنِّيَّةِ
فَلَا حُرِّيَّةَ هُنَا فِي عَمَلٍ يُفْسِدُ خَشَبَةَ اَلسَّفِينَةِ أَوْ يَمَسُّهَا مِنْ قَرِيبٍ أَوْ بَعِيدٍ
(..فَإِنَّ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ فَمُنِعُوهُمْ نَجَوْا جَمِيعًا وَأَنَّ تَرَكُوهُمْ غَرِقُوا جَمِيعًا)
نَعَمْ كَلَامَهُ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –
طَوْعًا لِأَحْكَامِ اَلْقَضَاءِ خُطًى عَلَى هَذَا اَلثَّرَى خَطْوَ اَلْيَتِيمِ اَلْمُعْدَمِ
مُتَجَرِّدًا مِنْ كُلِّ جَاهٍ ظَاهِرٍ وَبِغَيْرِ جَاهِ اَللَّهِ لَمْ يَسْتَعْصِمْ
نَعَمْ كَلَامَهُ – صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – مِنْ لِسَانِ وَرَاءَهُ قَلْبٌ وَمِنْ وَرَائِهِ نُورٌ وَمِنْ وَرَائِهِ اَللَّهُ – عَزَّ وَجَلَّ –
مدحت مرسي
تربوي وخبير تنمية بشرية