السودانشئون عربية

حاكم دارفور يحذر من خطر تقسيم السودان

الدعم السريع يشرع في انفصال الإقليم ويؤسس كلية حربية في نيالا

 

كتبت: د. هيام الإبس


مؤامرة لتفكيك السودان

حذّر حاكم إقليم دارفور، ورئيس حركة تحرير السودان، مني أركو مناوي، من ما وصفه بـ”مخطط خارجي لتقسيم السودان”، محمّلاً قوات الدعم السريع مسؤولية تنفيذ هذا المخطط على الأرض.

وفي خطاب ألقاه بمدينة بورتسودان، خلال لقائه بقيادات الإدارة الأهلية وممثلين عن المجتمع المدني من إقليم دارفور، أكد مناوي أن السودان يواجه مؤامرة حقيقية تهدف إلى تمزيقه إلى كيانات منفصلة، مشيراً إلى أن إعلان الدعم السريع عن تشكيل حكومة موازية يُعد محاولة فعلية لترسيخ الانقسام.

وكشف مناوي عن تلقيه اتصالاً في أغسطس 2023 من سفير دولة كبرى استفسره عن إمكانية تقسيم السودان إلى ثلاث حكومات، معتبراً ذلك مؤشراً صريحاً على وجود تصوّر دولي لتفكيك الدولة السودانية. وأكد رفضه القاطع لهذه الفكرة، مشدداً على أنه “ليس من النوع الذي يُشترى أو يُوظف لتنفيذ أجندات خارجية”.


خطر الحكومة الموازية وتهديد وحدة البلاد

انتقد مناوي استمرار حكومة الدعم السريع الموازية، محذراً من أنها قد تتحوّل إلى أمر واقع خلال عام أو عامين في حال استمرت الجهات الدولية في التعامل معها، خاصة مع الحديث المتزايد عن فرض وقف إطلاق نار لأغراض إنسانية.


نقد لاذع للعقلية المركزية

وجّه مناوي انتقادات حادة إلى القيادات السودانية التي تُصر على حصر السيادة الوطنية في العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة، متجاهلة الحرب الدائرة في الأقاليم، وعلى رأسها دارفور. واعتبر أن هذه العقلية تفقر الحلول السياسية وتُفاقم معاناة ملايين المواطنين في المناطق المنكوبة.


أزمة إنسانية خانقة في الفاشر

تحدث مناوي عن الوضع الإنساني الكارثي في مدينة الفاشر، مؤكداً أن أكثر من 518 ألف مدني يرزحون تحت حصار تفرضه قوات الدعم السريع، التي ترفض السماح بدخول المساعدات الإنسانية رغم إعلان الحكومة السودانية موافقتها على هدنة دعت إليها الأمم المتحدة.


اتهامات بدعم خارجي للدعم السريع

اتهم مناوي دولة لم يُسمها بتقديم دعم مالي ونفطي لقوات الدعم السريع، إضافة إلى تلقيها دعماً من قوى دولية، معتبراً أن هذا الدعم يُعقّد الأزمة ويُثير تساؤلات حول النيات الحقيقية خلف استمراره.


قصف جوي مكثف في نيالا

في تطور ميداني خطير، نفذت القوات الجوية السودانية قصفاً جوياً عنيفاً ومنسقاً على مدينة نيالا، استهدف مواقع قوات الدعم السريع، في إطار عملية عسكرية واسعة لاستعادة السيطرة على المدينة.

شملت الغارات:

  • تجمعات داخل أحياء استراتيجية.

  • مخازن أسلحة وذخائر.

  • آليات قتالية ثقيلة.

  • مراكز إمداد لوجستية.

وأسفرت الضربات عن خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، وانهيار في الروح المعنوية لعناصر الدعم السريع، وسط حالة من الفوضى والفرار العشوائي.

وأكدت القوات المسلحة أن العمليات ستتواصل حتى تطهير نيالا بالكامل وعودة السيادة الوطنية، محذرة من تحويل المدينة إلى منصة لانطلاق مشروع انفصالي.


إنشاء كلية حربية بدارفور: عسكرة معلنة وتمهيد للانفصال

كشفت مصادر ميدانية عن شروع قوات الدعم السريع في إنشاء كلية حربية بمدينة نيالا، ضمن خطة استراتيجية لبناء مؤسسة عسكرية موازية ومستقلة عن الجيش السوداني.

وأفادت المعلومات بأن الميليشيا تهدف لتحويل دارفور إلى قاعدة عسكرية دائمة، وسط تصعيد غير مسبوق على جبهات القتال في دارفور وكردفان.


استقدام خبراء وتقنيات تجسس

في إطار تعزيز قدراتها التقنية، استقدمت قوات الدعم السريع خبراء أجانب في تشغيل الطائرات المسيّرة، بهدف تدريب كوادرها على تقنيات التجسس والاستطلاع الجوي، تمهيداً لخوض حرب طويلة الأمد ضد الجيش.


تعبئة قبلية ومناهج مستوردة

بالتوازي، تُنفذ قوات الدعم السريع حملة تجنيد واسعة بالتنسيق مع إدارات أهلية موالية، خاصة في دارفور وكردفان، لتعويض خسائرها البشرية.

وتشير مصادر إلى أن الكلية الحربية الجديدة ستعتمد على مناهج مستوردة من دولة عربية، ما يعزز الشكوك حول دعم إقليمي مباشر لإعادة تأهيل القوة القتالية للدعم السريع.


تحذيرات من تفكك الدولة السودانية

أعربت جهات سياسية ودبلوماسية عن قلق بالغ من عسكرة دارفور، وسط مؤشرات قوية على مشروع انفصال غير معلن، تتزايد ملامحه من خلال تأسيس مؤسسات موازية.

ويرى مراقبون أن التحولات الجارية تعكس محاولة لتحويل الدعم السريع إلى قوة نظامية مستقلة، مما يُنذر بتكرار سيناريوهات الميليشيات الرديفة التي تحوّلت إلى أدوات لتفتيت الدول في تجارب إقليمية سابقة.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى