أراء وقراءات

حديث نفس .. دروس من التاريخ 

بقلم / مدحت مرسي 

آآآآآآآآآآآآهـ ممن لا يدرسون التاريخ

ماديننا إلا تاريخ يحكى من رب التاريخ على رسوله الكريم ليتعلم هو أولا ثم ينقلها لنا لنتحاشا مافيه من مطبات ونتعلم مما فيه من عبر ومواعظ.

ومن هنا أبدأ كلامي مع ذكرى المناسبة،

هكذا درسونا نفسيا ومن ثم انقضوا علينا.

ها هو شارل مارتن القائد الفرنسي الذي تولى مهمة مواجهةالفتح الاسلامي في فرنسا وأوروبا عامة عندما وصل عبد الرحمن الغافقي إلى أبواب مدينة بوردو غربا ومدينة ليون شرقا و يستطلع التوجه إلى ألمانيا فتولى هذا الداهية مهمة وقف الزحف الإسلامي.

فخطب في أوروبا عامة وفرنسا خاصة فقال : “الرأي عندي ألا تعترضوا العرب فهم كالسيل المنحدر يجرف ما يصادفه وهم في إقبال أمرهم واتحدت قلوبهم”.

ثم قال كلمته القوية نعم :”أمهلوهم حتى تمتلئ الأيدي من الغنائم ويتخذوا المساكن ويتنافسوا على الرياسة ويستعين بعضهم على بعض ،ومن هنا ستتمكون منهم بأيسر السبل ”

تعالى نرجع للمعسكر الإسلامي “وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ”

حيث استيقظت صيحات الجاهلية وتنافسوا على الرياسة وملأت الدنيا قلوبهم فركنوا لها ونظر بعضهم لبعض وتشيعوا فقل المخلصون.

فانتهز الفرصة هذا الداهية وتحالف مع عدوه اللدود (ألمانيا) وتم لهم ايقاف المد الإسلامي في مدينة تور وبواتيه قتل عبد الرحمن الغافقي وخسر المسلمون خسائر شديدة الأهمية

إن هذا القائد الداهية هو الذي عرف علتنا من كلام رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف : “إِنَّي بين أيديكم فرطٌ لكم ، وأنا شهيدٌ عليكم ، وإِنَّ موعدَكم الحوضُ ، وإِنَّي واللهِ لَأَنظُرُ إلى حوضي الآنَ ، وإِنَّي قد أُعْطيتُ مفاتيحَ خزائِنِ الأرضِ ، وإِنَّي واللهِ ما أخافُ عليكم أنْ تُشْرِكوا بعدي ، ولكني أخافُ عليكم الدنيا أنْ تَنَافَسُوا فيها”.

استعان  الداهية الفرنسي على بلوغ غايته بيده و أيدينا معها.

وما أشبه الليلة بالبارحة

مدحت مرسي
تربوي وخبير تنمية بشرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.