حرب أوكرانيا تعمّق العلاقات الروسية – الكورية

كتب / ممدوح الشنهوري
دموع كيم جونغ تعكس وفاءً عسكريًا
في مشهد مؤثر تداولته وسائل الإعلام العالمية، ظهر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ وهو يحتضن جنوده العائدين من المشاركة في الحرب بجانب روسيا ضد أوكرانيا، والدموع تنهمر من عينيه، تعبيرًا عن امتنانه لشجاعتهم وتضحياتهم.
المشهد لم يقتصر على الترحيب بالجنود، بل شمل أيضًا تكريم أسر الجنود الذين لقوا مصرعهم، ما عكس عمق التضامن بين كوريا الشمالية وروسيا، ورغبة بيونغ يانغ في إظهار أن علاقتها بموسكو ليست مجرد تعاون سياسي، بل شراكة ممتدة بالدماء.
تحالف استراتيجي يتجاوز العقوبات
العلاقات الروسية – الكورية أخذت بعدًا أعمق مع استمرار الحرب في أوكرانيا. فقد نجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من خلال سياسة متوازنة، في تعزيز مكانته الدولية رغم العقوبات الاقتصادية والعسكرية الغربية.
واعتبر بوتين أن مواجهة أوكرانيا ضرورة استراتيجية لمنع تمدد حلف الناتو إلى حدوده، مؤكدًا أن ضم كييف للحلف كان سيجعل روسيا عرضة لتهديد دائم من الغرب.
موازين جديدة في الحرب
مع تصاعد الحرب، تمكنت روسيا من تحجيم نفوذ الناتو وأوروبا عبر السيطرة على شبه جزيرة القرم وأجزاء من أوكرانيا، ما وضع الغرب في موقف صعب، وأجبره على الدخول في حسابات جديدة على طاولة المفاوضات تحت عنوان “الأمن القومي الروسي”.
كوريا الشمالية: أكثر من حليف
تعتبر كوريا الشمالية واحدة من أكثر الدول التي ساهمت بفاعلية في دعم روسيا خلال الحرب، سواء عبر الموارد العسكرية والاقتصادية أو عبر التضحية بدماء جنودها في الميدان.
وبذلك تجاوز التعاون بين البلدين حدود الشراكة التقليدية، ليتحول إلى تحالف استراتيجي يقوم على الولاء والتضحية المتبادلة، في مواجهة الضغوط الغربية والأميركية.