السودانشئون عربية

حرب السودان تحتدم في كردفان الغنية بالنفط

“الدعم السريع” تكثّف هجماتها على الأُبيّض بطائرات مسيّرة.. والجيش يعاني في غرب البلاد

 

✍️ كتبت: د. هيام الإبس

تتصاعد حدة المعارك في السودان، لتمتد نيران الحرب إلى إقليم كردفان الغني بالنفط، في مؤشر خطير على دخول النزاع مرحلة أكثر تعقيدًا، مع اعتماد قوات الدعم السريع على تكتيكات الطائرات المسيّرة، بينما يسعى الجيش السوداني لتأمين مواقع استراتيحية في قلب البلاد وغربها.

قصف جوي يضرب الأُبيّض

استُهدفت مدينة الأُبيّض، كبرى مدن ولاية شمال كردفان، في الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين، بهجوم جديد بطائرات مسيّرة أطلقته قوات الدعم السريع، مما أدى إلى حالة ذعر شديد بين السكان المحليين، لا سيما في حي الرديف شرق المدينة، الذي شهد سقوط عدد من الجرحى المدنيين.

وشوهدت طائرة مسيّرة تحلق فوق مقر الفرقة الخامسة – الهجانة التابعة للجيش السوداني، في تطور يشير إلى اختراق دفاعات المدينة الجوية، في ظل تقارير عن حصول “الدعم السريع” على مسيّرات متطورة استخدمت مؤخرًا في معارك إقليم كردفان الثلاث.

الأُبيّض محاصرة من ثلاثة محاور

تأتي هذه الهجمات ضمن تحرك استراتيجي لـ”قوات الدعم السريع” بعد انسحاب الجيش من مدن الخوي والدبيبات والحمادي، مما أتاح للدعم السريع تطويق مدينة الأُبيّض من ثلاث جهات. وتعد مدينة بارا، التي تبعد أقل من 50 كم شمال شرق الأُبيّض، أقرب نقطة تمركز لقوات الدعم، مع انتشار واسع في الخوي وكازقيل ومحيط المدينة.

خسائر الجيش في غرب كردفان

في ولاية غرب كردفان، لا تزال المواجهات على أشدها بمدينة بابنوسة، حيث تحاصر قوات الدعم السريع مقر الفرقة 22 مشاة، وسط أنباء عن سيطرة شبه كاملة على المدينة، مع سقوط حاميات الجيش في النهود والفولة وهجليج، ما يكشف عن اختلال واضح في ميزان القوة في هذه المنطقة الحيوية التي تضم معظم حقول النفط.

ويمثّل طريق الإنقاذ الغربي الرابط بين الخرطوم وإقليم دارفور، ساحة صراع حاسمة، حيث يعده الجيش شريانًا لإعادة التوغل غربًا، فيما تعتبره قوات الدعم السريع خطًا دفاعيًا متقدمًا لحماية دارفور وتحقيق مكاسب استراتيجية.

اشتباكات في جنوب كردفان

وفي ولاية جنوب كردفان، تتقاطع المعارك بين الجيش من جهة، وقوات الدعم السريع مدعومة من الحركة الشعبية – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو من جهة أخرى. ورغم استعادة الجيش منطقتي الدبيبات والحمادي، فقد عادت قوات الدعم للسيطرة عليهما في معارك كرّ وفرّ، في ظل مساعٍ لفك الحصار عن كادقلي والدلنج.

معركة الفاشر.. صمود ومعاناة

أما في مدينة الفاشر، أكبر مدن دارفور، فتواصل القوات المسلحة السودانية صدّ هجمات الدعم السريع لأكثر من عام، وسط قتال ضارٍ في محيط المدينة. وأعلنت حركة تحرير السودان بقيادة الهادي إدريس تعاونها مع قوات الدعم في عمليات إجلاء المدنيين إلى معسكر “سلك” قرب كورما، بينما يواصل الجيش تنفيذ عمليات نوعية لتطويق مقاتلي الدعم السريع.

حرب مستعرة بلا أفق سياسي

منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، بسبب الصراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع، يعيش السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث. وتفيد تقارير الأمم المتحدة بأن أكثر من 12 مليون شخص نزحوا داخليًا، فيما دخل نصف السكان في دائرة الجوع الحاد.

وبينما نجح الجيش في استعادة السيطرة على وسط السودان، تغيّر الدعم السريع تكتيكه من حرب الميدان إلى ضربات جوية بالطائرات المسيّرة تستهدف البنى التحتية والمرافق الحيوية، في وقت يواصل فيه الجيش تنفيذ غارات جوية على دارفور ومعارك برية حول مدينة الفاشر التي تمثل مفتاح حسم المعركة في الإقليم الغربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى