حركة الشباب تعزز وجودها في هيران بعد انسحاب مفاجئ للقوات الصومالية

كتبت: د. هيام الإبس
في تصعيد ميداني خطير، تمكنت حركة الشباب من السيطرة الكاملة على مدينة أبوري الواقعة في منطقة هيران، بالقرب من بولو بوردي، بعد انسحاب مفاجئ وغير مبرر للقوات الفيدرالية والمحلية من المدينة، ما أثار حالة من القلق بشأن الوضع الأمني في وسط الصومال.
سيطرة كاملة على مدينة أبوري
دخلت وحدات من حركة الشباب مدينة أبوري مساء 6 أبريل 2025 بعد اشتباكات عنيفة مع القوات الحكومية التي كانت تتمركز في المنطقة. وبحسب مصادر محلية، فقد فشلت القوات الحكومية في صد الهجوم، مما اضطرها للانسحاب نحو مدينة بولو بوردي المجاورة.
وتمكنت الحركة من السيطرة على مركز الشرطة ومستودع ذخيرة رئيسي، مما يعكس طبيعة الهجوم المنظم ومدى تطور قدراتها العسكرية. وأكد شهود عيان وجودًا كثيفًا لمسلحي الحركة في المدينة، وسط مخاوف متزايدة من تدهور الوضع الأمني بشكل سريع.
تصعيد عسكري في محافظة هيران
تزامن هذا الهجوم مع تصعيد غير مسبوق لحركة الشباب في محافظة هيران. فمنذ أوائل أبريل، بدأت الحركة بنقل تعزيزات عسكرية إلى منطقة بيرو يابال الواقعة على ضفاف نهر شبيلي، حيث أقامت نقاط تفتيش متقدمة وحفرت خنادق دفاعية استعدادًا لهجمات جديدة.
وأفادت تقارير محلية بوصول شاحنات محملة بالأسلحة الثقيلة والذخائر، في خطوة تعكس سعي الحركة لتثبيت وجودها العسكري ومقاومة أي هجوم مضاد من قبل الحكومة الفيدرالية.
معارك متواصلة في بريابال
في تطور متصل، أعلن الجيش الوطني الصومالي صد هجوم شنّه مقاتلو حركة الشباب على مواقع استراتيجية في مديرية بولوبردي، ما أسفر عن مقتل ثمانية مقاتلين من عناصر الحركة.
ورغم نجاح القوات الحكومية في التصدي للهجوم، إلا أن تزايد انتشار المقاتلين في محيط المنطقة لا يزال يمثل تهديدًا حقيقيًا للأمن المحلي، ويثير مخاوف من موجة هجمات جديدة.
تداعيات اقتصادية وإنسانية مقلقة
ترافق هذا التصعيد مع تدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية في مناطق هيران وشبيلي الوسطى، إذ أدى تزايد العنف إلى نزوح مئات الأسر، وعرقلة النشاط الزراعي الذي يُعد مصدر الدخل الأساسي لسكان المنطقة.
وأشارت التقارير إلى نقص حاد في الإمدادات الأساسية، من غذاء ومياه ودواء، لا سيما في المناطق الريفية التي تعتمد على الزراعة، ما فاقم من معاناة المدنيين في ظل ضعف البنية التحتية.
دعوات لتحرك دولي عاجل
أمام هذا التصعيد، تتزايد المطالبات بضرورة تدخل المجتمع الدولي لدعم الحكومة الفيدرالية في مواجهة الخطر المتنامي لحركة الشباب، خاصة مع تغيّر واضح في استراتيجية الحركة، وسعيها لبسط سيطرتها على مزيد من المناطق.
ويُعد التنسيق بين القوات الحكومية والمجتمعات المحلية أمرًا حاسمًا لمواجهة هذه التهديدات المتصاعدة، واستعادة الاستقرار في المناطق المنكوبة.