حروبُ السلام
بقلم/ محمد الخمارى
بات العالمُ يُعانى من ويلاتِ الحروبِ سواءً من كان النصرُ حليفاً لهم أو من تعرضوا للهزيمةُ، وَضَحَتْ الرؤيةُ وانجلتْ الغُيومُ ورُفِعَ النقاب عن غرائز ونزوات الأفكار الفاشية العنيفة التى ورثتْها طلابُ هذه الأفكارِ كابراً عن كابر حتى صارتْ لعنةً تلاحقُهم قبل ملاحقةِ دعاةِ السلام.
عُلِمَ بالدليلِ القاطعِ أنَّ العُنفَ وأدواتِه لا يُستدلُ بهم إلا لفناءِ المادياتِ كذلك جحيمُ الحروب نازعُ الرحمةِ والأُلفةِ والإنسانيةِ حرَّمتهُ السماءُ وجرَّمتهُ وما لجأتْ إليه إلا لردعِ الظالمِ الباغى الذى صَفَّدَ لُغةَ الحوارِ البنَّاءِ واتساعِ المدارك .
إذن مآربُ الحروب والتسلُّح هو صدُ البغى وإلجام البغاة ليهنأَ الجميعُ بنسيم الحياة، ما أجملَ سلامُ الجمادات لا تتعدى بضررٍ كالحٍ لجنسها إنما الإصابة حاصلها التقادم وعوامل العراء دون ظلم أحدِهما للأخر، ليتنا نعيش سلامَ الجماداتِ .
لبئسَ رَغَدُ الحياةِ ما لم يتزينْ بالأمنِ والأمانِ، دنيا يأكل بعضُها بعضاً، إرهابٌ هنا وهناك لا يكتفون بالقذائف ولهيبِها بل سلَّحوها برؤوسٍ نوويةٍ تأكلُ الأخضرَ واليابسَ وتُذيبُ العظامَ وتُقطِّعُ الأدبارَ، لكن هيهاتَ هيهاتَ وهل يضرُ الشاةَ سلخُها بعد ذبحِها.
أين الحكماءُ بل أينَ الساسةُ لإنقاذِ البشريةِ منْ حَمْقَى مُسلَّحينَ يحكُمون بعضلاتِ عقولِهم لا بخلاياهُا.