الصراط المستقيم

حسن الجوار(الجار قبل الدار)..

كتبت / عزه السيد

حسن الجوار من الاعمال التى يحبها الله سبحانه وتعالى وورد ان رجلا باع جوار جاره وهو أبو الجَهم العَدوي باع دارَهُ، وكانَ في جوارِ سَعيدِ بن العاص، بمائةِ ألفِ دِرهم. فلَمّا أحضرَها المُشتَري قالَ له: هذا ثَمنُ الدّارِ، فأعطِني ثَمنَ الجوارِ، قال : أيُّ جِوار؟ قال: جِوارُ سعيدٍ بن العاص، قال : وهل اشترى أحدٌ جِواراً قَط؟

قال: رُدَّ عليَّ دراي، وخُذْ مالَك. لا أدَعُ جِوارَ رَجُلٍ إنْ قَعَدتُ سألَ عنّي، وإنْ رأني رَحَّبَ بي، وإنْ غِبتُ عَنهُ حَفِظَني، وإنْ شَهِدتُ عِندَهُ قَرَّبَني، وإنْ سألتُهُ قضى حاجَتي، وإنْ لَم أسألهُ بَدأني، وإنْ نابَتني نائِبَةٌ فَرَّجَ عَنِّي …

فَبَلغَ ذلكَ سعيداً فَبَعثَ إليهِ مائةَ ألفِ دِرهَم، وقال : هذا ثَمنُ دارِكَ، ودارُكَ لك.

وحُسنُ الجوار هو الإحسانُ إلى الأشخاص الذين يجاوروننا بالسكن، وتجنّب إيذائهم، والالتزام بأخلاق الإسلام في التعامل معهم، وعدم إلحاق أي أذى بهم مهما صَغُر، وعدم البغي عليهم أو ظلمهم واحترام حرمة بيوتهم، والالتزام بحُسن الأخلاق، وترك الأثر الطيّب في نفوسِهم؛ لإنشاء مجتمع متماسك وطيب، يحبّ بعضه بعضاً، ويتمنّى فيه الجميعُ الخيرَ لبعضِهم البعض. ولا يقتصرُ ذلك على الجار المسلم، حيثُ إنّه واجبٌ على الجارِ مهما كانت ديانتُه. أوصى الإسلامُ بالجار، وأمرَ الله سبحانه وتعالى بالإحسان إليه وتجنّب إيذائه، وقد جاء ذكر الجار في القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة، حيث يقولُ عزّ وجلّ: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ) [النساء: 36]، كما أنّ جبريل -عليه السلام- كان يوصي النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالجار، فقد ورد في الحديث الشريف عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: (مازال جبريلُ يوصيني بالجار حتّى ظننت أنه سَيُورِّثه)، وهذا دليلٌ قاطعٌ على منزلة الجار في الإسلام، وضرورة الإحسان إليه؛ لأنّ الوصية فيه نزلتْ من سابع سماءٍ بأمرٍ من اللهِ سبحانه وتعالى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.