تعد الشريعة الإسلامية المنبر الذي عنه تشرع العبادات وتُسن المعاملات، أنزلها المولى عز وجل على النبي المصطفى محمد عليه أفضل الصلاة وأذكى السلام؛ ليتمم مكارم الأخلاق وليوضح لنا شرع الله في الأرض.
لما كانت مرحلة الطفولة من المراحل المهمة والأساسية في بناء شخصيَّة الفرد إيجابًا أو سلبًا، وفقًا لما يُلاقيه من اهتمام، جاء الإسلام ليُقَرِّرَ أن لهؤلاء الأطفال حقوقًا وواجبات، لا يمكن إغفالها أو التغاضي عنها، وذلك قبل أن تُوضَع حقوق ومواثيق الطفل بأربعة عشر قرنًا من الزمان . الطفل في الإسلام هو من لم يبلغ الحلم حد البلوغ، ولا يتجاوز سنة الخامسة عشر. أما تحديد عمره بما لا يتجاوز الثامنة عشرة كما في وثيقة حقوق الطفل الدولية، فترى أن هذا التحديد غير صحيح، وربط الإسلام سنّ الطفولة بالبلوغ أحفظ للطفل والمجتمع والدولة . تميزت حقوق الطفل في الإسلام على حقوقه في القانون الدولي والوضعي بالعديد من المميزات التي يجب علينا تعرُّفها وتعلُّمها وإدماجها في برامجنا التربوية والتعليمية والتدريبية حتى نفعلها في حياتنا تفعيلاً عقلياً شرعياً، وحتى ندافع عن ديننا في ظل التشويه العالمي والمحلي لهذا الدين وشريعته السمحة الغراء، ووسطيته العادلة الفريدة في عالم غابت فيه الوسطية ومعايير العدالة المطلقة.
التربية الحسنة: لقد حمل الإسلام الوالدين مسؤولية تربية الطفل وتعليمه وتهذيب أخلاقه وغرس القيم الدينية لديه، وتنمية قدراته العقلية والجسمية، يقول الرسول الكريم: «أكرموا أولادكم، وأحسنوا أدبهم» (رواه أحمد والترمذي)، ويقول أيضاً: «ما نحل والد ولدا من نحل أفضل من أدب حسن» (رواه أحمد والترمذي
الحضانة : هي حفظ الطفل الذي لا يستقل بأمر نفسه وكل من لا يستقل بأمر نفسه عن الأشياء التي تؤثر عليه وتضره والقيام بكل مصالحه ، ورعايته والاهتمام بكل احتياجاته اللازمة كالطعام واللباس والنوم والتربية والتعليم والتأديب وغيرها وكذلك الاهتمام بجميع شؤون حياته الصحية والنفسية والاجتماعية بدنياَ وأخلاقياَ
العدل : ومن الأمور المهمة التي يجب أن يراعيها الآباء العدل بين أبنائهم، فلا يميزوا أحدًا منهم على أحد دون سبب، لحديث النعمان بن بشير المتفق عليه: “اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم”. وورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أن أحد أصحابه أعطى أحد أولاده عطيةً، وأراد أن يُشهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ذلك، فسأله النبي الكريم: “أفكلهم أعطيت مثل ما أعطيته؟
فقال هذا الصحابي: لا، فقال عليه الصلاة والسلام: فليس يصلح هذا، وإني لا أشهد إلا على حق”. وبالتدقيق في الآيات السابقة، يبين لنا عظم مكانة الوالدين عند المولى عز وجل، إلى الدرجة التي يقرن اسمهما باسمه في أكثر من موضع؛ فالمولي عز وجل، عندما يأمر الإنسان بالاعتراف بفضله وشكره وعبادته، يردف بشكر الوالدين وطاعتهما، والرحمة بهما، والتواضع لهما، وجعل الإحسان إليهما من العبادة، والإساءة إلى أي منهما أو لكليهما مفسدة تستوجب الإثم.
دكتور عادل عامر
دكتوراه في القانون العام ومدير مركز المصريين للدراسات ومحكم دولي معتمد وخبير في جرائم امن المعلومات