حقيقة العلاج بالطاقة

كتبت أ.د.نادية حجازي نعمان
قمت بكتابة عدة مقالات لمدة شهور ثم فوجئت بأسئلة في منتهى الغرابة أهمها: يادكتورة نادية إيه هوه موضوع الطاقة…ماالحل؟؟ هل المشكلة لديهم حتى الآن في فهم مفهوم الطاقة والعلاج بالطاقة أم أن الدين الذي يضرب في مقتل !!!!
إذا كان الأمر الهام لديهم مفــــهوم الـطاقـة هو موضوع العلاج بالطاقة ….أنقل إليهم مقال أ.عارف بن محمد الشميري :
في الاصطلاح الفيزيائي هو القدرة على القيام بعمل ما أو إحداث تغيير ما وتدل على الطاقة الفيزيائية بأشكالها وتحولاتها المختلفة الحرارية والنووية والميكانيكية والكيميائية والكهرومغناطيسية.هذه الطاقة يمكن قياسها ومعرفتها ورؤية آثارها والتحكم في إنتاجها بالطرق العلمية المعروفة.
أما الطاقة الكونية التي يستخدمونها في علاجهم الموهوم الذي يدعون أنه علاج بالطاقة فهي أمر آخر ، لا علاقة له بالطاقة الفيزيائية
طاقة علاجهم الوهمي
حقيقة طاقة علاجهم الوهمي نظرية فلسفية قامت على أساس التصور العام للكون والوجود والحياة عند من لم يعرفوا النبوات أو يكفرون بها ومن ثم يحاولون الوصول إلى معرفة الغيب وتفسير ما وراء عالم الشهادة بعقولهم وخيالاتهم؛ لذا أسموها الطاقة الحيوية، وطاقة قوة الحياة، وطاقة الحياة باعتبار عقيدتهم فيها من أنها مصدر الحياة.
كما أسموها الطاقة الكونية لكونهم يعتقدون وجودها منتشرة في الكون تملأ فراغه وتحفظ نظامه وأنها يمكن أن تستمد منه بطرق خاصة حسب ما يدعون ويسمونها طاقة الشفاء، أو قوة الشفاء باعتبار ما ينسبون إليها من قدرة شفائية لجميع الأمراض، فالطاقة الكونية المقصودة في هذه التطبيقات مختلفة كلياً عن الطاقة الفيزيائية، فهي طاقة ميتافيزيقية أو قوة غيبية حسب ادعائهم.
تسميات متنوعة
ولمعرفة حقيقتها أكثر نستعرض التسميات المتنوعة التي تطلق عليها في الثقافات العربية وبعض المروجين من الغرب.
▫️ من تلك التسميات التشي وهو الاسم المعروف في عقائد الصين وتطبيقاتها الحياتية الاستشفائية ، ومنها الكي في عقائد اليابان والتطبيقات العلاجية عندهم ، وهي البرانا عند الهندوس وممارسي التنفس العميق، وهي المسماة الكا عند الفراعنة XE واسمها إلكترا في وثنية روما القديمة،وهي قوة ساي عند الماركسيين في الاتحاد السوفيتي وأتباعهم.
محاولة إضفاء الطابع العلمي الفيزيائي
▫️حاول مروجو هذا المفهوم للطاقة مع تطبيقاته في العصر الحديث إضفاء الطابع العلمي الفيزيائي عليها والزعم بأنها الطاقة الحرة الموجودة في الكون أو الطاقة الكهرومغناطيسية وأحياناً يسمونها الذبذبية!وربما كان من أهم أسباب استعمالهم لفظة الطاقة : أن الطاقة التي يدعونها هي برأيهم مكمن القدرة والقوة والتأثير في الحياة والبحث في حقيقة الحياة، وأنها القدرة أو القوة المؤثرة فيها !وهذا هو منتهى ما أوصلت إليه عقولهم لما لم يأخذوا قصة البداية وحقائق الغيب عن الله عزوجل والروح والجن والملائكة من النقل الصحيح فالغيب بتفاصيله بعيد عن متناول العقول وإدراكاتها، وكل من يبحث فيه بعيدًا عن نور الوحي الذي جاء به الأنبياء لن يصل إلا إلى طريق مسدود فيتخرص ويفترض فروضاً تبعده عن الحقيقة وعن الإيمان وتقربه من الكفر والإلحاد الذي هو مراد إبليس، ولما كان إلحاقها بالطاقة المعروفة في العلم يتطلب أدلة علمية عليها وطرقًا تمكن من قياسها إدعوا أنها طاقة ذات موجات طويلة جدًا وأنه من المستحيل تصميم أجهزة لقياسها وزعم آخرون أن لهذه الطاقة أجهزة خاصة منها: البندول الفرعوني الذي يوضع على الشيء وبحسب اتجاه دورانه يزعمون إمكان تحديد كمية الطاقة الموجودة ونوعها.
أما من تبناها من العلماء الروس والغربيين فقد ادعوا تفسير نتائج بعض أجهزة قياس كهرباء الجسم وظواهره الحيوية Bioresonance electrography أو Bioelectrography Biofeedback device بأنها قياسات لهذه الطاقة لتأكيد ما يزعمونه من أنها حقيقة علمية ومن ثم إقناع البسطاء من الناس بباقي متعلقاتها الفلسفية كالجسم الأثيري والعناصر الخمسة، ومن ذلك استخدام الجهاز المعروف للبحث عن الإشارات العصبية ومن ثم إيهام المريض أن الجهاز يتعرف على مسارات الطاقة ويرصد كميتها و الحقيقة التي يعرفها المختصون في الطب والفيزياء عن طبيعة عمل هذه الأجهزة لا تتعلق من قريب ولا من بعيد بطاقة كونية متدفقة في مسارات جسم أثيري.
أجهزة تصوير الهالة
كما صمم بعضهم أجهزة خاصة أسموها أجهزة تصوير الهالة الأورا Aura Photography وأول من فعل هذا الروسي كيرليان Semyon Kirlian في عام 1939م بجهازه المسمى تصوير كيرليان Kirlian photography الذي يقيس التفريغ الكهربائي ، وكذلك جهاز كوغنـز كاميرا Aura Camera 6000 / Coggins Camera ، وجهاز نلسون Nelson’s QXCI / SCIO Device الذي يرصد أكثر إشارات الظواهر الحيوية و الأجهزة المستخدمة لتعطيل الشعور بالألم وحقيقة الأمر أن هذه الأجهزة تقوم على الجمع بين: حقائق صحيحة، وإدعاءات دون دليل و أباطيل ومغالطات وأخطاء علمية تخفى على عامة الناس ولذلك رفض العلماء المحايدون تلك التفسيرات الادعائية لنتائج قياس بعض المتغيرات الحيوية من درجة حرارة ونبض ودرجة رطوبة في تلك الأجهزة لكونها مبنية لخدمة فلسفة الطاقة الكونية ومتعلقاتها بعيداً عن كل المنهجية العلمية والنتائج المثبتة، ومن ثم أسموا هذه الطاقة بالطاقة المزعومة، أو الافتراضية،أوالمظنونة ويمكن تلخيص حقيقة الطاقة الكونية بأنها: مبدأ فلسفي أساسه محاولة أصحاب الأديان الوضعية والملاحدة لتفسير ما يرونه في الكائنات الحية من قوة وحركة وانفعال وتأثير، وما يرونه من أمور خارقة أحيانًا تفسيرًا بعيدًا عن خبر الوحي؛ فافترضوا وجود قوة أسموها الطاقة الكونية أو طاقة قوة الحياة، وزعموا أن لجميع الموجودات حظ منها، وأنه يمكن تنمية هذا الحظ بطرق وتطبيقات متنوعة للحصول على حياة أفضل وسعادة وصحة وروحانية، بل ولاكتساب قوى تمكّن من عمل الخوارق وإحداث المعجزات بالإطلاع على المغيبات أو القدرات العملية التأثيرية بتحريك الأشياء عن بعد ونحو ذلك!وأصل معتقد الطاقة عند هؤلاء الدجالين المشعوذين يرتكز على اعتقاد وجود قوة هائلة تملأ الفراغ الموجود في الكون.
▫️كما يعتقدوا أنه بإمكان الإنسان الحصول أسرار الحروف والأشكال الهندسية والأهرام والألوان والأحجار الكريمة وبعض المعادن؛ لذا أعاد متبنو هذه الطاقة من الغربيين صياغة تلك الطقوس بشكل يتناسب مع ثقافة العصر فخرجت في شكل تطبيقات وممارسات تدريبية أو استشفائية علاجية تحت اسم تنمية القدرات البشرية الكامنة أو اسم العلاج بالطاقة العلاجية بزعمهم.
من عجائب الأمور للعائدين من الخارج ويدعون أن معهم درجة الفلسفة فى الدكتوراة و هم قادمون من بلاد الديانة الأولى عندهم هي الهندوسية والبوذية ثم يعاودوا ادعاء قدرتهم على العلاج بالطاقة ويدرسون دورات التنفس العميق
مع أن التنفس العميق شعيرة هندوسية قدموها للذين يقومون بحفظ القرآن على أنها تساعدهم على الحفظ.
28 سبتمبر 2021