حكايات من الغربة.. حلم المهندس الضائع!!

كتبت : دينا سعدحكايات من الغربة.. حلم المهندس الضائع!! 1

هذه قصص واقعية تماما حُجب إسم أصحابها و لكنها لكثرة تكرارها قد تطابق مع قصص أخري كثيرة

وعلينا أن نلاحظ أنه ليست كل الحكاوي مؤسفة و مؤلمة وعليه نعود لما سبق ذكره، كل إنسان يحمل ظروف مختلفة و إبحث جيدا فيما يناسبك ويناسب ظروفك

الحكاية الأولي – الموقع مدينة في القارة الأسترالية

عمر،مهندس مدني في السادسة و الثلاثون، متزوج و لديه ٣ أطفال جميعا في المرحلة الإبتدائية

عمر قضي العديد من سنوات عمره في العمل بالكويت و بعد ثورة 25 يناير قرر أن عودته بأسرته لمصر والتي قد تحدث في أي وقت لانتهاء تعاقده أو وصوله لسن يحبذ لصاحب العمل إستبداله بمهندس أصغر سنا وأكثر قدرة علي بذل مجهود بدني أكثر,وعليه فقد سعي للاتصال بوكيل للهجرة ليسهل له مهمة الهجرة لأستراليا، أرض الأحلام .

وكيل الهجرة بشره انه محظوظ فالحكومة الاسترالية قد أعلنت مؤخرا عن استقدام مهندسين في مجاله علي الفيزا المسماة فيزا هجرة الخبراء (skilled migrant visa ) ولكن ليحصل علي هذه الفيزا كان علي عمر جمع كل تحويشة العمر ووضعها في حساب بنكي ليظهر للحكومة قدرته علي إعالة نفسه وعائلته بعد الوصول لأستراليا وعدم الحاجة لطلب المعونة من الحكومة وهذا شرط أساسي تضعه الحكومة للموافقة علي منحه الإقامة المؤقتة.

في أول لقاء لنا قابلني عمر بوجه متجهم ساخط وسرعان ما بدأ يبث أسباب غضبه ..أنا داخل علي سنة هنا ومش لاقي شغل وكل ما أقدم في شغلانة الرد الثابت، إنت معندكش خبرة محلية وبالتالي معندكش خبرة بقوانين البناء والسلامة في البلد، منقدرش نخاطر ونشغلك.

كان ردي أن الكثيرين يضطرون لقبول وظائف أقل والسعي للدراسة ولو كورسات قصيرة لتعويض نقاط النقص التي تفصلهم عن اندادهم من المقيمين بالبلد.

لهجته كانت اعنف وغضبه من الظروف التي  لم أكن طرف فيها بات جليا وقال:

“أنا دفعت كتير علشان آجي هنا، و سبت شغلانة مرتبها كبير في بلد كل اللي فيها بيتكلموا لغتي و بلاقي الأكل اللي بحبه بسهولة و يشكلي في وسط الناس مش غريب ولا مختلف، وفي الآخر انا بدفع كتير اوي عشان أعيش، الإيجار غالي والأكل غالي ومصاريف الولاد ومفيش شغل والمطلوب مني أنسي إني كنت مهندس وتحت إيدي كتيبة عمال.. وأقبل أشتغل عامل وكمان أدرس علشان أقدر أوصل لمستواه؟؟؟؟ ،أمال فين بلد الأحلام والملايين اللي هجمعها في شهور؟ أمال فين العدل والرفاهية وإن أصحاب العمل هيتقاتلوا عليا عشان خبرتي عشان أرضي أشتغل معاهم؟؟؟ ،ليه الناس مش منبهرة بيا لما بقول إني مصري و مش فارق معاهم يعرفوا حاجة عن بلدي؟ ، ليه بسمعهم بيتريقوا علي لهجتي وبيبصوا لمراتي شوية من فوق ل تحت و شوية برعب وهما بيشاوروا علي حجابها؟؟؟”.

عزيزي عمر نأسف إنك صدقت كلام وكيل الهجرة اللي استفاد منك بعمولته ، ونأسف انك صدقت كلام حكومة انت بالنسبة لها فرصة للاستثمار لما تدفع رسوم سفر بس آلاف الدولارات ومثلك آلاف آخرين

ونأسف أشد الأسف إنك معملتش بحث صح عن ظروف البلد الحالية وظروف المعيشة و فرص العمل.

وأنا شخصيا أأسف جدا إنك سبت عقد وعمل في يدك لتطارد حلم، مجرد حلم ،كان الله في عونك.

Exit mobile version