الصراط المستقيم

حكم صلاة الفجر وكيفية أداء سنته الفائته

بقلم الدكتور/محمد النجار

سؤال :هل لو ذهبت الى المسجد وقد أقيمت صلاة الفجر ، فهل أصلي سنة الفجر بعد صلاة الفجر مباشرة او بعد شروق الشمس – الضحى؟ وهل لو استيقظت بعد شروق الشمس فهل اصلى سنة الفجر أم أصلى ركعتي الفجر فقط؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

قال الفقهاء على أن من جاء ووجد الصلاة أقيمت، فإنه لا يشتغل عنها بشيء، ولو كان سنة الفجر، فإنه يجب على من جاء وقد أقيمت صلاة الصبح أن يدخل مع الإمام في الفريضة، واختلفوا فيه: هل يقضي سنة الفجر بعد صلاة الصبح مباشرة؟ أم ينتظر بها حتى يحين وقت صلاة الضحى (أي حتى ترتفع )الشمس قدر رمح؟
ذهب الأحناف: إلى عدم الجواز لعموم النهي عن الصلاة في هذا الوقت، ولما روى الترمذي من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من لم يصل ركعتي الفجر، فليصلهما بعدما تطلع الشمس” ، ولأن ابن عمر رضي الله عنهما كان يقضيهما من الضحى.
قال ابن قدامة : “وهذا يحتمل النهي، وإذا كان الأمر هكذا كان تأخيرها إلى وقت الضحى افضل، لنخرج من الخلاف، ولا نخالف عموم الحديث، وإن فعلها فهو جائز.
أما من استيقظ بعد طلوع الشمس يصلي السنة ركعتين أولاً ثم يصلي الفجر، هكذا لما نام النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة الفجر في بعض أسفاره ولم يستيقظ إلا بعد الشمس، قام صلى الله عليه وسلم، فأمر بلال فأذن وصلى كما يصنع كل يوم عليه الصلاة والسلام، صلى الراتبة ثم صلى الفريضة بالناس، هكذا السنة، إذا استيقظ النائم وفاتته صلاه الجماعة أو استيقظ بعد طلوع الشمس فإنه يصلي على حاله الأولى، يصلي سنة الفجر أول ثم يصلي الفريضة، ولا يؤخر السنة. نعم.
وهذا النوم من النبي صلى الله عليه وسلم مرة في بعض اسفاره كان فضل من الله حتى نتعلم في مثل هذه الحالة ماذا نفعل وهو تشريع لنا في العبادة وكيفية الصلاة .
أما من يسهر طوال الليل كل يوم ثم ينام عن الفجر ، فهذا أثم عظيم وظلم الانسان لنفسه ، ولا يجوز للمسلم أن يتعمد تأخيرها عن وقتها، قال الله تعالى :
(( فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا )) النساء:103
وتوعد الذين يضيعونها، ويؤخرونها عن وقتها بالعقاب، فقال تعالى :
)) فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً )) مريم:59 .
قال ابن عباس: أضاعوها: أي: أخروها عن وقتها.
وبالتالي : فإذا كان الشخص يتعمد تضييع صلاة الفجر، والنوم عنها ، فإنه آثم بذلك ، ومستحق لعقوبة الله تعالى ، إذا لم يعف عنه ، وإذا كان يحافظ على غيرها من الفرائض، فإنه يجمع بين العمل السيئ والعمل الصالح، فيجازى على أعماله الصالحة ، ويعاقب على أعمال السيئة ، إن لم يتجاوز الله تعالى عنه؛ لقوله تعالى :
)) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ*وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ(( الزلزلة:7ـ 8
والله تعالى أعلم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.