حكومة الحرب الإسرائيلية توافق على خطة احتلال غزة .. وعائلات الأسرى تحتج

كتب / محمد السيد راشد
في خطوة تصعيدية لافتة، أعلن الكابينيت الأمني السياسي الإسرائيلي، في اجتماع عُقد ليل الأحد – الاثنين، موافقته بالإجماع على خطة توسع عسكري في قطاع غزة، تشمل احتلاله والبقاء فيه، بدلًا من تنفيذ الغارات المحدودة التي تواصلت منذ استئناف القتال.
ووفق مصدر سياسي، فإن الخطة التي طرحها رئيس الأركان الجنرال إيال زمير تهدف إلى “القضاء على حماس في غزة وإعادة المختطفين”، وهي، بحسب ذات المصدر، تتماشى مع مواقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الأشهر الأخيرة.
خلاف داخلي حول المساعدات الإنسانية
رغم الموافقة على الخطة التنفيذية، شهد الاجتماع خلافات حادة بشأن ملف المساعدات الإنسانية، حيث وافق الكابينيت بأغلبية على إدخال مساعدات “إذا لزم الأمر”، لمنع سيطرة حماس عليها، في حين عارض وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الخطة بشدة، قائلاً: “لا أفهم لماذا يجب أن نقدم لهم مساعدات. لديهم ما يكفي من الطعام. يجب قصف مخازن حماس”.
ردًا على ذلك، شدد رئيس الأركان زمير على التزام إسرائيل بالقانون الدولي الذي “يمنع تجويع السكان”، وهو ما أكدته أيضًا المستشارة القانونية للحكومة، جالي باهاراف-ميئارا.
تصعيد ميداني وتجهيز للاجتياح
الخطة تشمل، بحسب المصدر، السيطرة على الأراضي، نقل سكان غزة جنوبًا “لحمايتهم”، سحب قدرة حماس على إدارة الإمدادات، وشن ضربات مكثفة ضد الحركة. كما تقرر توسيع عمليات تجنيد الاحتياط، استعدادًا لعملية برية موسعة.
ومن المتوقع أن تُقسّم قوات الاحتياط إلى كتائب للعمليات الهجومية داخل غزة وألوية لتحل مكان القوات النظامية، علمًا بأن نتنياهو كان قد وافق على هذه الخطة مسبقًا، بعد التنسيق مع وزير الدفاع إسرائيل كاتز ورئيس الأركان.
عائلات الأسرى تهاجم القرار
عائلات المختطفين الإسرائيليين أعربت عن غضبها ورفضها القاطع للخطة، ووصفتها بأنها “خطة سموتريتش-نتنياهو للتخلي عن الأسرى”، معتبرين أن الحكومة اختارت الأراضي على حساب حياة المختطفين، في تحدٍ لإرادة أكثر من 70% من الشعب الإسرائيلي.
وقالوا في بيان لهم: “هذا القرار سيُسجل كمأساة وطنية ستذكرها الأجيال”.
تصريحات نتنياهو تثير الجدل
في خطابه الأخير، اعتبر نتنياهو أن “الهدف الأسمى للحرب هو الانتصار على الأعداء”، مشيرًا إلى أن “إعادة المختطفين مهمة، لكن الانتصار أولًا”، ما أثار غضب عائلات المختطفين الذين اعتبروا أن الحكومة تخلت عن التزامها تجاههم.
من جانبه، أكد رئيس الأركان في عدة مناسبات أن “المهمة الأخلاقية الأولى للجيش هي إعادة المختطفين”، فيما تأتي هزيمة حماس في المرتبة الثانية، في إشارة إلى خلاف واضح في ترتيب الأولويات داخل القيادة السياسية والعسكرية.