حكومة جنوب السودان تنفي وجود قوات أوغندية على أراضيها

كتبت: د. هيام الإبس
أكد مايكل مكوي، وزير الإعلام والمتحدث باسم حكومة جنوب السودان، عدم صحة الأنباء المتداولة بشأن وجود قوات أوغندية داخل أراضي البلاد.
وقال مكوي في تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء 11 مارس 2025:
“لا صحة لما يتردد عن وجود قوات أوغندية في جنوب السودان، فقواتنا لديها القدرة الكاملة للدفاع عن سيادة وأمن البلاد ضد أي عدوان داخلي أو خارجي.”
تأكيدات محلية بعدم وجود قوات أجنبية
في السياق ذاته، أشار الصحفي الجنوب سوداني أتيم سايمون إلى هدوء الأوضاع في العاصمة جوبا، نافيًا مشاهدته لأي عناصر من الجيش الأوغندي في المدينة.
كما علّق سايمون على الشائعات المتداولة حول وقوع انقلاب عسكري للإطاحة بالرئيس سلفاكير، قائلًا:
“أنا موجود قرب القيادة العامة للجيش، ولا أرى أي مؤشرات على تحرك عسكري غير معتاد. الأوضاع هادئة كما ذكرت.”
تصريحات متضاربة من أوغندا
وعلى النقيض من الموقف الرسمي لجنوب السودان، أعلن قائد الجيش الأوغندي، موهوزي كينيروغابا، اليوم الثلاثاء، عن إرسال بلاده وحدات عسكرية خاصة إلى جوبا لدعم الجيش الشعبي لجنوب السودان في ظل الأزمة الحالية.
وأضاف كينيروغابا في تغريدة على حسابه بمنصة “إكس” (تويتر سابقًا):
“لن نسمح بأي تهديد للرئيس سلفاكير، وأي تحرك ضده يعتبر إعلان حرب على أوغندا. الجيش الأوغندي سيحمي جنوب السودان كما لو كان جزءًا من أراضينا.”
تصاعد التوترات العسكرية في جنوب السودان
تشهد دولة جنوب السودان في الأسابيع الأخيرة تصعيدًا سياسيًا وعسكريًا خطيرًا، حيث يحتدم القتال بين الجيش الحكومي وميليشيا “الجيش الأبيض”، وهي مجموعة محلية مسلحة تنشط في مدينة ناصر بولاية أعالي النيل، ويُعتقد أنها مرتبطة بـالجيش الشعبي لتحرير السودان – المعارضة، بقيادة ريك مشار.
وفي تطور لافت، تمكن الجيش الأبيض من السيطرة على حامية عسكرية وقتل قائد الجيش في ناصر، اللواء مجور داك، وذلك بعد حصاره مع مجموعة من جنوده خلال محاولة إجلاء فاشلة نفذتها بعثة الأمم المتحدة نهاية الأسبوع الماضي.
تداعيات الأزمة على اتفاق السلام
في ظل تصاعد حدة القتال، اعتقلت حكومة جنوب السودان وزيرين وعددًا من المسؤولين العسكريين البارزين المقربين من ريك مشار، وهو ما يُنظر إليه على أنه تهديد مباشر لاتفاق السلام الموقّع عام 2018، والذي أنهى خمس سنوات من الحرب الأهلية الدموية التي أسفرت عن مقتل نحو 400 ألف شخص.
ومع استمرار هذه التوترات، يبقى مستقبل الاستقرار في جنوب السودان محاطًا بالغموض، وسط تساؤلات حول الدور الأوغندي في الصراع ومدى تأثيره على المشهد السياسي والعسكري في البلاد.