أراء وقراءاتاحدث الاخبار

حلم عودة الخلافة … عبر البوابة الأوروبية !! بقلم: علاء الصفطاوي

بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عقب استفتاء جرى في شهر يونيو 2016م .. واحتمالية خروج العديد من الدول تباعاً لعل أقربها اسكتلندا وهولندا .. وهلمّ جرَّا .

وبعدها يتفكك عِقد الاتحاد الأوروبي، ولعل هذا يمثلُ مؤشراً قوياً على عودة الروح لأمة الإسلام يعقبها عودة الخلافة الإسلامية التي طالما اشتقنا للعيش في رحابها، وأن نستظلّ بظلها !!.

هذا حديث الكثير من المتابعين والمعلقين على الأحداث، وهو حديث الحالمين، الذين يعيشون على الأمنيات، ويرجون تحقيق ما يريدون وهم نائمون على الفُرش الوثيرة !!.

ونسي هؤلاء أن سنن الله لا تُحابي أحداً، وأن الله – سبحانه -يعطي الإنسانَ على قدْر ما يبذل من جهود وتضحيات، وأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جاهد في سبيل الله، وخاض المعارك وكُسِرت رباعيته، وتعرض من قبلُ لإيذاء المشركين .

ولم يتحقق النصر لصلاح الدين إلا من خلال جيل عاش حقيقة الإسلام واقعاً حيًّا .. وليس فلسفة نظرية .

فهل جيل مسلسل  ” الأسطورة ” هو الذي سيعيد الخلافة وأمجادها ؟!!

إنّ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ومَن يعقبها ربما يمثّلُ مسماراً في نعش الاتحاد الأوروبي، وربما يؤدي على المدى البعيد إلى انهيار دول أوروبا، لكنه لا يعني بالضرورة قيام الخلافة الإسلامية التي مرّ على سقوطها اثنان وتسعون عاماً، لأنّ واقع الأمة لا يدلُّ على أنّ حلم الخلافة يمكن تحقيقه على المدى القريب .

إن هناك على الساحة الدولية دولاً تستعد لتتبوأ مكان الصدارة كقوةٍ عظمى مثل الصين والهند، تلك الدول التي تغلبت على مشاكلها، واستطاعت أن تكونَ رقماً صعباً في معادلة التوازنات بين الدول الكبرى، في الوقت الذي نرى الدول الإسلامية تعيشُ عالةً على الدول الآخرى، تستورد كلّ شيء حتى قال الشيخ الغزالي رحمه الله لو أعدنا كلّ شيء إلى بلاده لأصبح الإنسان العربي عارياً لا يجدُ شيئاً يستره !!

بل إنّ البعض ظنّ – كما يقول على شريعتي – أنّه من خلال نقل بعض النخيل الصناعي إلى بلاده قد نقل الحضارة الغربية، وهذا تصور مريض يحتاجُ إلى علاج سريع .

ثمّ إن الاتحاد الأوروبي ليس طائرة تسقط في دقائق معدودات لتتحوّلَ بعدها إلى قطعٍ متناثرة هنا أو هناك، إن سقوط هذا الاتحاد سيستغرق زمناً طويلاً، وهو واقع حتماً بناءً على سنن الله الكونية، فكم من حضارة قامت ثم زالت وهكذا يعلمنا التاريخ .

لكن الذي ينبغي علينا هو أن نعيد قراءة تاريخنا لنتعرف على العوامل التي أدت إلى قيام حضارة إسلامية زاهرة، ونحاول الأخذ بتلك الأسباب حتى يمكِّنَ الله لنا، ونعيد مجد الأمة، وهذا لن يكون إلا بالتضحيات وبذل الدماء والأموال كما فعل الأولون،إضافةً إلى إحداث نهضة علمية وتعليمية، أما أن نعيش على أمل سقوط عدونا ونظن أنّ سقوطه هو قيام لنا من غير أخذٍ بالأسباب فهذا من أضغاث الأحلام .. وما أنا بتأويل الأحلام من العالمين !!

علاء الصفطاوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.