شئون عربيةفلسطين

حماس ترفض تعيين حسين الشيخ نائباً للرئيس  عباس وتقول انه استجابة لإملاءات خارجية

كتب – محمد السيد راشد

أعربت حركة «حماس» عن انتقادها الشديد لتعيين أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، نائبًا للرئيس محمود عباس، ووصفت الخطوة بأنها “تكريس لنهج التفرد” وأنها جاءت “استجابة لإملاءات خارجية”. هذا التعيين الذي جاء في إطار الإصلاحات الداخلية للسلطة الفلسطينية، تم الموافقة عليه من قبل المجلس المركزي لمنظمة التحرير الأسبوع الماضي، حيث استحدث منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة.

«حماس» ترفض القرار

في بيان لها، أكدت حركة «حماس» أن تعيين حسين الشيخ في هذا المنصب يعد خطوة مستنكرة، تُعزز من النهج الإقصائي للسلطة الفلسطينية بدلاً من تعزيز الشراكة بين الفصائل الفلسطينية. وأضافت الحركة أن هذا القرار يُظهر إصرار القيادة المتنفذة في منظمة التحرير على تعطيل مؤسساتها، متبعةً سياسة التفرد بدلاً من أن تكون مظلة جامعة لجميع القوى الفلسطينية الحية.

كما دعت حماس الفصائل الفلسطينية إلى رفض تعيين الشيخ نائبًا للرئيس الفلسطيني، مؤكدين على ضرورة إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وطنية وديمقراطية.

وصف “فورين بوليسي” للشيخ: “رجل العمل القذر”

في تقرير نشرته مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، تم وصف حسين الشيخ بأنه “رجل العمل القذر”. حيث أشار التقرير إلى أن الشيخ يُعتبر من الشخصيات المقربة من إسرائيل، مشيرًا إلى تواصله المستمر مع المسؤولين الإسرائيليين، في مسعى منه لتعزيز فرصه لخلافة محمود عباس البالغ من العمر 87 عامًا.

وقد لفتت المجلة إلى أن العديد من الفلسطينيين يرون في الشيخ شريكًا براغماتيًا لإسرائيل، وذلك بسبب علاقاته الوثيقة مع المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين، وأشارت إلى أن قلة من الفلسطينيين يرونه قائدًا شرعيًا، حيث يُتهم الشيخ بارتباطه بالفساد وعلاقاته المشبوهة مع إسرائيل.

عائلة الطريفي وعلاقاته المشبوهة

حماس ترفض تعيين حسين الشيخ نائباً للرئيس  عباس وتقول انه استجابة لإملاءات خارجية 2

وفقًا لما ورد في التقرير، أشار إلى أن عائلة الطريفي التي ينحدر منها حسين الشيخ كانت تربطها علاقات وثيقة مع إسرائيل، حيث استفاد جميل الطريفي، والد حسين الشيخ، من علاقاته مع المسؤولين الإسرائيليين للحصول على امتيازات وفوائد للشعب الفلسطيني. وتؤكد المجلة أن إتقان حسين الشيخ للغة العبرية ساعده في بناء علاقات متميزة مع المسؤولين الإسرائيليين أثناء عمله كضابط في قوى الأمن الفلسطيني في تسعينات القرن الماضي.

الغرب وإسرائيل يوافقان على تعيين الشيخ

المصادر أكدت أن هناك رضى غربي وإسرائيلي لتعيين الشيخ نائبًا للرئيس، وهو ما لم يحظ به خصمه، نائب رئيس حركة فتح جبريل الرجوب. حيث أشارت الصحافة الغربية إلى أن تعيين الشيخ يعكس توجهات السلطة الفلسطينية نحو سياسة تتماشى مع الرغبات الإقليمية والدولية.

نيويورك تايمز: “الفلسطينيون يرون في تعيين حسين الشيخ دليلاً على ابتعاد السلطة عن معاناة شعبها”

من جهة أخرى، أشارت نيويورك تايمز إلى أن تعيين الشيخ نائبًا يعد رمزًا لانفصال قيادة السلطة الفلسطينية عن الواقع الفلسطيني، حيث اعتبر الفلسطينيون أن هذا القرار يُظهر ابتعاد القيادة عن معاناتهم اليومية، خاصة في ظل الأحداث المأساوية في غزة. كما تم التأكيد على أن السلطة الفلسطينية لا تزال منقسمة داخليًا ولا تقدم حلولًا جذرية للأزمات المتفاقمة التي يواجهها الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.