الفن والثقافة

حمدي قنديل.. قلم رصاص حي

كتبت : إيمان خالد

هو صاحب أول قلم رصاص لا يمحي أثره، سطر بقلمه تاريخه الحافل بالمصداقية والإخلاص، هو الصوت والقلم المقاوم دائماً، شق طريقه من كلية الطب قاصداً بلاط صاحبة الجلالة، والتي بدورها احتضنته وقلمه حتى ظلت كلماته وكتاباته عالقة بالأذهان، وعلى مدار أكثر من 50 عاماً عمل بالاعلام بدأها بالصحافة واختتمها في التليفزيون ، خاض خلالها العديد من الصولات والجولات لنصرة الحق وللدفاع عن رأي يحسبه صائباً على حد تعبيره.

  • ولِد الصحفي القدير حمدي قنديل عام 1936 في محافظة الشرقية، له من الأخوة أربعة، وعمل والده مدرساً للغة العربية في مدرسة طنطا الثانوية بنات، بدأ حبه للقراءة عندما كان يسمح له والده بقراءة جريدة “المصري” بشكل يومي، ثم بدأ بقراءة جريدة “الاشتراكية” فأثرت في توجيه ميوله بشكل كبير.

  • وعندما كان عمره 14 عاماً، كتب مقالًا عن يخت الملك فاروق، الذي أنفق ملايين الجنيهات للصيانة آنذاك، في جريدة باسم “الإخلاص” تصدر من مدينة طنطا، حيث تعرف على رئيس تحريرها آنذاك، والجريدة بعيدة تمامًا عن السياسة وكانت بداية مشواره الصحفي.

  • ثم التحق بكلية الطب لا لرغبته وحبه فيها وإنما حباً في المنافسة، التحق بها مدة 3 سنوات ثم انتقل لكلية الآداب لدراسة الصحافة وكان له العديد من الأنشطة فيها، ذهب في ذلك الوقت لمقابلة “مصطفي أمين” في “أخبار اليوم” والذي فاجأه بتعيينه كمحرر في مجلة “أخر ساعة” براتب 15 جنيهاً.

ثم جاءه صديقه الصحفي “محمد العزبي” بعرض لكليهما في مجلة “التحرير” مقابل 25 جنيهاً.

  • وبعد مشوار طويل في الصحافة انتقل إلى التليفزيون المصري ليقدم برنامج “أقوال الصحف” في سبتمبر 1961 ولكنه توقف بعد الحلقة الخامسة وأخبروه (الوزير بيقولك ريح شوية) وكانت هذه الشيفرة التي تعبر عن عدم رضا السلطة، وتبين أن السبب وراء التوقيف هو خبر جاء عن عبد الناصر “الرئيس وقتها” في أخر النشرة وليس في أولها ولكنه سرعان ما عاد لبرنامجه بأمر من جمال عبد الناصر نفسه.

-تزوج الفنانة “نجلاء فتحي” 1992 اللذان كانت تربطهما علاقة صداقة قوية، وبعد حديث صحفي بينهما دار بينهما، وطلبت هي منه أن يتزوجها وبالفعل تزوجا ولم يكن له منها أولاد.

  • وفي عام 1998 خرج برنامج “رئيس التحرير” ولكنه توقف لأسباب سياسية، وذلك بعد تصريحات قنديل عن الانتفاضة الفلسطينية عام 2003 وهجومه وقتها على صمت وتخاذل الحكومات العربية بالرغم من الشعبية الجارفة التي كان يحظى بها برنامجه.

-ثم انتقل بعدها إلى شاشة تليفزيون دبي في برنامج “قلم رصاص” عام 2004، البرنامج الذي ذاع صيته وتابعه الملايين من مصر وكافة أرجاء الوطن العربي ولكن توقف أيضاً لأسباب سياسية بأمر من الحكومة المصرية في المرة الأولي والإماراتية في الثانية بعدما زادت شعبية قنديل وبسبب نقده اللاذع للحكام العرب.

  • قنديل له العديد من الكتب من المؤلفات أبرزها كتاب (عشت مرتين) صدر 2014 وعن دار الشروق والذي يتناول فيه سيرته الذاتية ويتناول العديد من الشخصيات المثيرة للجدل التي عمل معها طوال حياته .وقال قنديل عن كتابه أنه يحكي فيه تجربته الشخصية وأنه لن يروي سوي الوقائع التي رآها بعينه وسمعها بأذنه

و كتاب (عربسات)1989 و الذي نشرته الهيئة المصرية العامة للكتاب و الذي يتناول موضوعات عديدة منها سياسة حفظ التوازن و فن التعامل مع المواد الساخنة و التغطية المحلية و الإقليمية و الأبعاد التكنولوجية.

وله أيضاً كتاب (اتصالات الفضاء)1985 ويتناول الموضوعات المتعلقة بعلوم الاتصال والأقمار الصناعية وأصبح بعد ذلك يدرس في الجامعات المصرية.

-وبعد مشوار صحفي حافل مليء بالإنجازات رحل عن دنيانا الكاتب الكبير بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 82 عاماً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.