تقارير وتحقيقات

حملة لحماية القاصرات من العنف الأسري والاستغلال

كتب:أحمد حجازي.

أطلق عدد من الشخصيات حملة على “فايسبوك” تحت عنوان “حماية القاصرات من العنف الأسري والاستغلال” قبل أن يتضرر عدد أكبر من الأطفال الأبرياء، وقالوا في بيانهم التأسيسي: “بدأ في الآونة الأخيرة استغلال بعض الشباب للاندفاع والطاقة المكبوتة في تطويع عدد من الفتيات القاصرات، بعضهن لم يتجاوز عمرهن الـ 16 عامًا، تحت شعارات حق يراد بها باطل والخلط بين المفاهيم الإنسانية والحقوقية ووضعها في غير موضعها، واستغلال سذاجة بعض الفتيات وقلة تجاربهن في الحياة بملء عقولهن بتعريفات ملتوية عن الحرية والاستقلالية وتحريضهن على الهروب من المنزل”.

وأوضح منظموا الحملة أن “هناك شكوكاً  حول أشخاص معينين يسعون لتجنيد القاصرات للأعمال الليلية في الكباريهات المشبوهة!”.

هذا وقد أطلقت هذه الحملة نتيجة لانتشار ظاهرة غريبة على المجتمع المصرى من خلال موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” الا وهي دعوة الفتايات الصغيرات  إلى الخروج من المنزل تحت عدة مسميات مثل ثورة القاصرات و مسمى متمردات في مصر.

“فتون” فتاة صغيرة تبلغ من العمر خمسة عشر سنة تقول لأصدقاءها ومتابعيها “أنا آسفة لكل بنت، عمرها ١٤ و١٥ و١٦ سنة، تتعرض للعنف الأسري، والضرب، والإهانة، والذل، والتحرش، داخل بيوتهن، تترك البيت هربا من هذه الحياة ، تنزل تتعرض لحياة  لا يتحملها أفراد عمرهم ٣٠ سنة، تعمل قرابة ستة عشر أو ثمانية عشر ساعة  بعيدا عن القضايا اليومية التي تتحملها، وتتحمل مسؤوليتها، وفي الآخر يقال عنها (قاصر) اثبتي يا كادحة أنت اقوي من مجتمع الهري بتاعهم”..هذه كلماتها كما كتبتها بنفسها.

وفتون طالبة في الصف الثاني الإعدادي،تركت منزل أسرتها المتواضعة الحال قبل نحو ثلاثة أشهر بدون مال ، لكن صفحتها على “فايسبوك”، تكشف عن أنها تعيش حياة ميسورة، تمكنها من ارتداء ثياب فاخرة، ومن الذهاب إلى مراكز التجميل، لوضع مساحيق تجميل تجعلها أكبر سنا، وكذلك توفر لها القدرة على السفر إلى مناطق ساحلية وسياحية شتى و فتيات أخريات في نفس عمرها، ويواجهن نفس تجربتها الخطرة، قبل بلوغ سن الرشد القانونية (21 عاما)، وقبل تخطي مرحلة الطفولة التي يحددها القانون بـ18 سنة. مع العلم أن هذه ظاهرة متصاعدة وفنون هي جزء من حالة حراك تشبه الثورة بين الفتيات المتمردات على أحوالهن المعيشية والاجتماعية، تجلت ملامحها مؤخرا.

اختفاء الفتيات في مثل عمرها بات حدثاً متكرراً، يظهر في صورة نداءات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وضمن الأنباء في المواقع الإلكترونية الإخبارية بصورة شبه يومية. لكن صفحة الفتاة على “فايسبوك”، وشبكة صديقاتها اللواتي يعيشن تجربة مشابهة، تكشف المزيد عن أسرار هذه الظاهرة.

ونشرت فتون تدوينة تحت عنوان “مستقلة في مصر”، تدعو فيها البنات اللواتي تعرضن لأزمات ومواقف صعبة حين قررن الاستقلال عن أسرهن، أن يشاركن تجاربهن. وتقول شيماءوالدتها  خلال لقاء تليفزيوني إن هناك من يحرض تلك الفتيات على ترك منازل أسرهن، ويلقنهن تهديدات يوجهنها إلى أهلهن إذا أصررن على منعهن من الحياة كما يحلو لهن “بحرية” و”كرامة”، حسب تعبيرهن، ويبدأ هذا من الخروج والعودة إلى المنزل متى شئن، إلى إقامة علاقات جنسية كاملة مع من يحبون دون اعتراض الأهل.

وأكدت الأم أن “هؤلاء المحرضين يقدمون مساعدات مالية سخية للفتيات مقابل الجنس، من خلال العمل في صالات ديسكو في مناطق سياحية مثل الغردقة وشرم الشيخ، أو بالبقاء مع أحد الزبائن الأثرياء بضعة أيام مقابل آلاف الجنيهات”، وهو ما يمكن تلك الفتيات من العيش في حياة مترفة ويقوي تمردهن على المعيشة الفقيرة التي يعشنها في بيوت أسرهن. وأكدت مصادر عدة أن نسبة كبيرة من الفتيات اللواتي يخضن هذه التجربة الخطرة، يأتين من مناطق ريفية في محافظات ومدن الدلتا وشمال مصر، وخاصة المنصورة، ومنوف، وكفر الشيخ، والغربية، والإسكندرية وغيرهم.

وأخيرا بينما تتأهب الأسر المصرية لبداية العام الدراسي الجديد، الذي يبدأ في مصر بعد أيام قليلة، وتستعد زميلات فتون للدخول إلى الصف الثالث الإعدادي، لاستكمال رحلتهن الدراسية نحو مستقبل أفضل، تتجه الفتاة إلى منطقة ساحلية جديدة، لتقضي فيها بعض الوقت بصحبة رفاقها، ثم تكمل بعد ذلك رحلتها إلى المجهول.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.