السودان

حميدتى يقصف مطار الخرطوم ويهدد بستهداف مطارات المنطقه

كتبت – د. هيام الإبس

فى تطور خطير يزيد من تعقيد النزاع العسكرى فى السودان، وجه قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتى”، تهديداً مباشراً باستهداف أى مطار فى المنطقة يساهم فى العمليات الجوية التى تدعم القوات المسلحة السودانية.

وجاء هذا التهديد بعد ساعات من قصف طائرات مسيرة تابعة لقوات الدعم السريع لمطار الخرطوم، فى خطوة اعتبرتها الحكومة محاولة لمنع إعادة فتح المطار أمام الرحلات الداخلية.

وفى خطاب مسجل بثته قنوات مؤيدة لقوات الدعم السريع، قال حميدتى:”أى طائرة تُقلع من أى دولة مجاورة لإسقاط إمدادات أو تنفيذ هجمات داخل السودان، ستكون هدفاً مشروعاً، وأى مطار تُقلع منه هذه الطائرات، سنعتبره هدفاً عسكرياً مباشراً.”

استهداف مطار الخرطوم

استهدفت طائرات مسيٌرة تابعة للدعم السريع ثلاثة مواقع فى محيط مطار الخرطوم، مساء الأحد، فى أول هجوم مباشر على المنشأة منذ إعلان الحكومة نيتها إعادة تشغيلها.

وحددت مصادر محلية مواقع الانفجارات فى الجهة الجنوبية الغربية من المطار، بعيداً عن مبنى الصالات، دون ورود أنباء مؤكدة عن وقوع إصابات.

ويعد هذا الهجوم رسالة واضحة من قوات الدعم السريع بأن العاصمة الخرطوم لا تزال ساحة قتال نشطة، وأن أى محاولات حكومية لإظهار “عودة الحياة إلى طبيعتها” ستواجه برد عسكرى مباشر.

تحذير إقليمى غامض

رغم أن حميدتى لم يسم دولاً بعينها فى تهديداته، إلا أن إعلامه ومؤيديه كثيراً ما وجهوا اتهامات لدول مثل مصر، قطر، تركيا، وحتى إيران، بتقديم دعم مباشر أو غير مباشر للجيش السودانى، سواء عبر التسليح أو المجال الجوى.

يرى مراقبون أن تهديدات حميدتى تعد جزءًا من استراتيجية ضغط على دول الجوار، وتهدف لإجبارها على تبنى موقف “الحياد الصامت” تجاه النزاع، خاصة فيما يتعلق باستخدام أراضيها أو أجوائها للعمليات الجوية.

تداعيات إنسانية وأمنية

أثار التهديد قلقاً لدى منظمات الإغاثة التى تعتمد على النقل الجوى لإيصال المساعدات الإنسانية إلى مناطق النزاع، خصوصاً، مدينة الفاشر المحاصرة، حيث يعيش آلاف المدنيين فى ظروف إنسانية قاسية، وقد يؤدى تنفيذ التهديد إلى تراجع أو توقف عمليات الإمداد الجوى خشية الاستهداف.

فى السياق ذاته، عبرت جهات فى قطاع الطيران عن مخاوفها من أن تتسبب تهديدات الدعم السريع فى تقويض جهود إعادة تشغيل المطارات المدنية داخل السودان، بما فى ذلك مطارى بورتسودان وود مدنى، ما يعمق عزلة البلاد الجوية.

زيارة البرهان ورد الحكومة

وفى محاولة لطمأنة المواطنين، زار رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان مطار الخرطوم، بعد الهجوم بساعات، مؤكداً أن القوات المسلحة “تسيطر بشكل كامل على المطار” وأن “أى محاولة لزعزعة أمن العاصمة ستواجه بالحسم”.

وقال البرهان خلال زيارته:

“هذه الأرض كانت ساحة قتال على يد الجنجويد، واليوم هى تحت سيطرة الشعب السودانى، كل محاولة للتخريب ستقابل بالقوة.”

خلفية الصراع الجوى

منذ اندلاع الحرب بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع فى أبريل 2023، تطورت المواجهات بشكل متسارع لتشمل حرب طائرات مسيٌرة وغارات جوية متبادلة.

وشهدت مناطق دارفور وكردفان والخرطوم ضربات جوية متكررة، كان المدنيون ضحيتها الأبرز.

وقد حمل حميدتى في خطابه الجيش السودانى مسؤولية مقتل عشرات المدنيين خلال الأيام الماضية، متهماً إياه بارتكاب “تطهير عرقى” فى شمال دارفور وشمال كردفان، إثر غارات استهدفت قادة محليين ومعسكرات نازحين.

تصعيد خطير فى حرب مفتوحة

الهجوم على مطار الخرطوم وتصريحات حميدتى تكشفان عن تحول الصراع فى السودان إلى مرحلة أكثر تعقيداً، حيث لم تعد الجبهات العسكرية هى الوحيدة، بل باتت المنشآت الجوية والمدنية أيضاً أهدافاً للصراع.

ويرى محللون أن السودان يقترب أكثر فأكثر من “حرب إقليمية بالوكالة”، مع تعدد أطراف الدعم الخارجى، وزيادة خطر انزلاق النزاع خارج الحدود، خصوصاً إذا نفذت تهديدات حميدتى ضد مطارات إقليمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى