السودانشئون عربية

حميدتي: لن تسمح بتقسيم السودان ولن نخرج من الخرطوم

كتبت: د. هيام الإبس

أكد قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، أن قواته لن تسمح بتقسيم السودان أو تحويله إلى بؤرة للإرهاب. وشدد، في خطاب مسجل بثته قنوات تابعة للدعم السريع يوم السبت، على أن قواته “ستنتصر ولن تخرج من الخرطوم والقصر الجمهوري”، الذي تسيطر عليه منذ اندلاع القتال مع الجيش في منتصف أبريل 2023.

تصعيد عسكري في الخرطوم

هدد حميدتي بإلحاق خسائر كبيرة بالجيش، متوعدًا بأن يكون يوم السابع عشر من رمضان، الذي يصادف ذكرى تأسيس قواته، يوم “حسرة على الجيش”. وأكد أن “الجيش خسر 70% من طائراته الحربية، وأن المعارك تدور حاليًا داخل الخرطوم، ولن نخرج من القصر الجمهوري ومنطقة المقرن”. وتتزامن تصريحاته مع فقدان قواته لعدد من المناطق في العاصمة، في وقت أعلن فيه الجيش تطويق القصر الجمهوري وتقدمه نحو السيطرة على وسط المدينة.

انتقاد للخطاب الديني ودعم للعلمانية

انتقد دقلو استخدام الدين في السياسة، معتبرًا أن المجموعات التي تقاتل مع الجيش بشعارات دينية لا تمثل تلك الشعارات، قائلاً: “خدعونا باسم الشريعة وأخافونا من العلمانية”. كما أعلن ترحيبه بالدستور الجديد الذي وقعه تحالف الميثاق التأسيسي في العاصمة الكينية نيروبي، في 5 مارس الجاري، والذي ينص على علمانية الدولة، ويمهد لتشكيل حكومة في المناطق الواقعة خارج سيطرة الجيش.

وأشار إلى أن الدستور الجديد وقع عليه أكثر من 20 كيانًا سياسيًا ومهنيًا وأهليًا، إلى جانب قوات الدعم السريع والحركة الشعبية – شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، التي تتمتع بنفوذ واسع في جنوب كردفان والنيل الأزرق.

كينيا ودورها في المفاوضات

أشاد حميدتي بالدور الذي لعبه الرئيس الكيني وليام روتو في استضافة اجتماعات تشكيل الحكومة الموازية، مشيرًا إلى أن كينيا تُعد دولة ديمقراطية لها سجل حافل في تقديم حلول للصراعات الإقليمية، مثل مفاوضات سلام نيفاشا.

وفي المقابل، استدعت الحكومة السودانية سفيرها لدى نيروبي احتجاجًا على استضافة كينيا لاجتماعات تشكيل الحكومة الموازية، معتبرة ذلك تصرفًا عدائيًا تجاه السودان. كما أعلنت وزارة الخارجية السودانية أنها ستتخذ إجراءات تصعيدية ضد كينيا.


الخنادق.. ملاذ المدنيين للنجاة من قصف الدعم السريع في الفاشر

حميدتي: لن تسمح بتقسيم السودان ولن نخرج من الخرطوم 2

تصاعد القصف واستمرار الحصار

في غضون ذلك، جددت قوات الدعم السريع قصفها العنيف على الأحياء السكنية في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، ما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين بجروح خطيرة.

ووفقًا لتنسيقية لجان المقاومة بالفاشر، شهد يوم الجمعة الماضي قصفًا مكثفًا من قبل الدعم السريع، استخدمت فيه مدافع الهاون والراجمات بشكل عنيف، مستهدفة الأحياء السكنية.

وتعاني مدينة الفاشر من حصار مشدد منذ منتصف مايو 2024، حيث تعرضت لأكثر من 180 هجومًا من قبل قوات الدعم السريع بهدف السيطرة عليها. لكن الجيش وحلفاءه تمكنوا من التصدي لهذه الهجمات على مدار الأشهر الماضية.

اللجوء إلى الخنادق تحت الأرض

نقلت مقاومة الفاشر صورًا لمحاولات النجاة التي يبذلها المدنيون، حيث يلجأ سكان المدينة إلى الخنادق الترابية المحفورة تحت الأرض، تجنبًا للقصف الصاروخي العنيف. وأشارت تقارير إلى أن معسكر زمزم للنازحين، الذي يأوي حوالي مليوني شخص، تعرض لقصف مكثف، مما أدى إلى تفاقم معاناة النازحين.

بالإضافة إلى القصف العنيف، يعاني سكان الفاشر من نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية المنقذة للحياة، خاصة بعد تعرض المرافق الصحية في المدينة للاستهداف المتكرر من قبل قوات الدعم السريع.

وتساءلت مقاومة الفاشر بلسان أهل المدينة المنكوبة: “إلى متى ستظل معاناة الفاشر مجرد أرقام في نشرات الأخبار، دون أن تتحول إلى فعل إنساني عاجل لإنهاء هذا الكابوس؟”.

خاتمة

يستمر التصعيد العسكري في السودان وسط حالة من الفوضى السياسية والأمنية، مع تزايد معاناة المدنيين، خاصة في دارفور. وفي ظل استمرار النزاع، تظل التساؤلات قائمة حول مستقبل السودان وإمكانية إيجاد حل سياسي يُنهي هذه الحرب الدامية.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.