حياتنا والخوف.. !!! بقلم : الدكتورة متى هبره
لكنك علمتني أن لا أترك الخوف يمنعني من أن أعمل ما أحب !!!.
رنت الجمله في قلبي ، وأحسست أنها نفضت عن عقلي صدأ تراكم على مهارات و أعمال كنت أحبها و استمتع في قضاء الوقت فيها ، لكن الخوف فعلاً هو ما جعلني احجم عنها ، بل وابتعد عنها ، حتى صار مجرد ذكرها فقط ينبض له القلب.
وكم يحدث هذا لنا جميعاً ؟؟!!.
ما الذي يفعله الخوف فينا حتى نحجم عن فعل أشياء كانت في يوم من الأيام شغفاً لنا ؟.
أيها الخوف الذي يسكن في أعماقنا يتهددنا في كل مرة نريد فيها فعل أشياء نحبها لكنه يمنعنا …. وما أكثرها من أشياء .
السؤال دائماً :
هل يمنعك شعورك بالخوف من القيام بشيء تحبه ؟
ماهي الطريقه التي تتعامل فيها مع الخوف ؟
هل تعرف مثلاً أن كثيراً من المشكلات الشخصية التي يعاني منها البشر كضعف الشخصية ، أو نقص الثقة بالذات ، أو حتى سلوك السخرية من الآخرين ، أو التهجم عليهم و غيرها الكثير هي مشاكل سببها الأساسي في الأعماق : الخوف
الخوف من كلام الناس
الخوف من الفشل
الخوف من سخرية أحد
الخوف من اللوم
الخوف من التقريع
الخوف من الشماته
الخوف من أن أكون ضعيفاً
الخوف من الفقر
الخوف من المواجهة
وسلسلة كبيره وطويلة من الأشياء التي ترتبط حياتنا بطريقه نتجنب فيها مواجهة الخوف.
ولكن إلى متى ؟؟.
إلى أن نقرر أننا قد سئمنا هذا الثقيل المتخفي بأشكال عديده ليجعل حياتنا جميعا متشابهه ويشوه الاختلافات الجمالية التي خلقها الله فينا والتي تجعل الحياه أكثر تنوعا ، وأكثر بهجة.
إلى أن نقرر أننا سئمنا الارتطام بالحواجز التي يزرعها الخوف داخل عقولنا وأفهامنا …جدراناً مصمته تمنعك من أن تكون أنت ، أنت ، كما تحب ، وكما تريد …….بل ما يريد الآخرون منك أن تكون.
إلى أن تقفز جملة كهذه الجمله إلى اسماعنا ، فتصدم وعينا وتجعلنا منتبهين إلى رتابه الحياه بلا شغف ، ولا لون ، ولا معنى ، سرابٌ يلاحق بعضه بعضاً خشية أن نترك أثراً ، وكأننا خلقنا لنكون هملاً بلا بصمة أو أثر.
إلى أن تقرر أن تعيش حياة بطعم ولون ونكهه ، تشعر فيها أنك على قيد الحياه ، وليس على قيد الخوف ، والقلق.
ف الاستسلام لبراثن الخوف يجعل الحياه حقا بلا ألوان ، و يفقدها بريق المعنى ، فتضحي رمادية خانقة تدور في دائرة الخوف من أن نصبح مختلفين ونخرج من إطار التشابه مع الآخرين و نتهم بأننا أصبحنا بشكل آخر يختلف عما اعتاده الناس .
لكنك علمتني ألا أترك الخوف يمنعني من أن أعمل ما أحب ؟
جملة جاءت على لسان شخصية كرتونية في فيلم لم أعد أذكر اسمه إلا أنها وضعتني في مواجهة نفسي..،
هل فعلاً يجب أن أستسلم و أترك الأشياء التي أحبها والتي تشكل في حياتي شغفاً ، وتعطي لحياتي معنى ، وجمالا ، وتميزاً …….فقط لأني أخاف ؟ ؟
مع أني لازلت أواجه ذاتي بهذا السؤال ، ولا زلت أرتب ما أحب ، وما أشعر أني أخاف منه ليوم أعرف يقيناً أنني سأجيب فيه على هذا السؤال وسأتخذ قرارات بالترك ، أو القبول.
إلا أنني سأتوجه إليكم أحبتي بهذا السؤال:
هل يمنعكم الخوف حقاً مما تحبون ؟
وإلى متى ؟ ؟ ؟
ومتى سنواجه ما نخاف منه ؟ ؟ ؟
هل تعرفنا فعلاً إلى ما نخاف منه حقيقة ؟ ؟
أم أننا ندفن خوفنا في أعماق أنفسنا تاركين له بوصلة توجيه حياتنا حسب ما يريد ؟ ؟ ؟
أحب أن أسمع اجاباتكم ..
#حياه
#جمال
#وعي