سياحة و سفر

حين تتقاطع جذوع الأرض مع نجوم السماء: مصور يوثق سحر شجرة العلعلان في سلطنة عُمان

كتب – حمدي محروس 

بأغصانها الملتوية وجذوعها التي تحاكي الزمن، تقف شجرة العلعلان على جبل شمس في سلطنة عُمان كأنها قطعة من أسطورة، تروي حكاية آلاف السنين، وترتفع كعلامة على الصمود في وجه الرياح والجفاف، تحت سماء تنبض بالمجرات والنجوم.


عدسة تأسر اللحظة بين الأرض والكون

وفي تقرير لشبكة” سي ان ان ” نشر مصور الفلك البريطاني من أصل لبناني بنيامين بركات سلسلة من الصور المذهلة، سلط  فيها الضوء على التقاء الطبيعة بالكون، موثقًا شجرة العلعلان المعمّرة وهي تمتد بجلالتها وسط سماء الليل المرصعة بمجرة درب التبانة.

وقال بركات في حديثه لموقع CNN بالعربية:

“بصفتي مصور فلكي، أبحث دائمًا عن قصص تربط بين الأرض والسماء بطريقة فريدة وقوية”.


العلعلان.. رمز الصمود على قمة عمانية شاهقة

يرى بركات في أشجار العلعلان، خاصة تلك التي تنمو في جبل شمس، رمزًا للصبر والقوة.
ووصفها بأنها “ناجية قديمة متجذّرة في تضاريس قاسية، تمتد تحت قبة سماوية لا متناهية”، مشيرًا إلى أن التباين بين هشاشة أغصانها وشموخ المجرة ألهمه لسرد قصة الأرض والكون معًا.


لحظات من التواضع في حضرة النجوم

عن لحظة الوقوف على القمة، قال بركات:

“كانت تجربة تبعث على التواضع. الهواء نقي، والصمت عميق، والعزلة تعزز الإحساس بالارتباط بالنجوم. فروع العلعلان بدت وكأنها تمتد لتلامس المجرات”.

وقد التقط خلال رحلته صورًا نادرة، من بينها لقطة مدهشة لقلب مجرة درب التبانة وهو يرتفع فوق الهضبة، بل وتمكن من توثيق كرة نارية عبرت خلف إحدى الأشجار أثناء تعريض ضوئي طويل.


كل شجرة حكاية منقوشة بالزمن

وصف بركات أشجار العلعلان بأنها منحوتات حيّة:

“بعضها معقود بفعل الرياح، بعضها منقسم وكأن الزمن شقّه، وبعضها شامخ ووحيد. كل شجرة تروي قصة صمودها”.

وكانت أبرز الصور التي وثقها، تلك التي تُظهر شجرة علعلان وحيدة تنحني نحو مجرة درب التبانة، حيث بدت وكأنها نقطة التقاء بين الأرض والكون، حسب وصفه.


التحديات خلف الجمال: تصوير محفوف بالصعاب

لم تخلُ الرحلة من تحديات صعبة، فالتضاريس الحادة تطلبت التنقل ليلًا على الأقدام وسط الظلام، مع معدات ثقيلة.
ورغم ذلك، قال بركات:

“قضيت عدة ليالٍ بالتخطيط والاستكشاف. هذه اللحظات النادرة التي يتناغم فيها الضوء والطبيعة والزمن لا تُشترى… بل تُنتظر”.


رسالة أمل مغروسة في الجذور

يأمل المصور الفلكي أن تكون صوره دعوة للتأمل في عظمة الطبيعة، وأن تلهم الناس للتفكر في قوة الأشجار، مثل العلعلان، التي بقيت صامدة لمئات السنين في وجه الجفاف، الرياح، والزمن، دون أن تفقد جمالها ولا عظمتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى