أراء وقراءاتالمجتمع

حُب .. لا تكسره القوانين .. !بقلم: سمية تايه

حُب .. لا تكسره القوانين .. !بقلم: سمية تايه 2
صورة تعبيرية من النت

الحب هبة الله للخلق ..

جعل القلوب مستقرها ومستودعها ..يُهدي الحياة رونقها وعذوبتها ..

بالحب تُشرق القلوب وبه تنبض بالحياة .

نبذل حبنا للأزواج والأبناء

وللصحبةالتي ارتضتها قلوبنا

فقد جعل الله مع الحب المودة والرحمة .

مع الحب يصبح القلب ثريا بالعطاء ..

وفي بساتينه تزهر رياحينه ، وتضيء قناديله بالأمل  ..

نغدق على من نحبهم بكل ما أوتينا من سخاء ،

لنفوز بحب كامل الدسم دقيق التفاصيل ..

ومع تدفق مشاعرنا التي علقنا عليها آمالنا الكبيرة ..

نبذل ما في وسعنا حتى لا نخسر أحبابنا وقربهم ومشاركتهم .

 

لكن .. ارتباط العطاء بالحب أصبح عند البعض شرط وجوب لا يتم الحب إلا به ،

بل وأحيانا .. يتحول من حيث لا نشعر من جانبه الروحي الذي يغذي عواطفنا إلى الجانب الماديّ المقيت ، وقد .. نتعثر على سلم التنازلات عندما يفقد الحب توازنه ، ونخشى من أن تتفكك عراه بالتقسيط المُريع ! فيهوي من عليائه ، وتتلاشى معه أحاسيسنا التي نتنفس بها الحياة فيذرها قاعاً صفصفاً ، تشتكي الألم وتفتقد الأمل .

مع هذا النوع من الحب نعيش تحت وطأة الضغط،

محتمين بعباءة التصبر والاحتمال ..

إما أن .. نختار طوعا أن نمسك عطاءنا

فنُضحي بالحب لننجو بأنفسنا وحياتنا ..

أو أن نذوبَ في أحبابنا لنقدم لهم حياتنا وأنفاسنا

على أطباقٍمن الأنانية والاتكالية ..

فتكون الخيبة بحجم السماء .

لا يوجد أي عيب في أن نجعل للحب قوانين

تحفطه من الأثرة والابتزاز ..

قوانين تضبطه حتى لا ينجرف بعيدا عن مجراه .

وأي عيب في إدراك أخطائنا وترميم سلوكياتنا بعيدا عن لعنة المثالية المقيتة ،

لنبقي على الحب صافيا ونقيا .

لتكن لدينا الجرأة لتسلق ( اللام والألف ) ..

فنحن نجبن عن قول ( لا ) حرصاً على الحب من أن يُخدش أو  تمتد إليه يد الذبول ،

لكن رياح الأيام قد تعصف بالحب غير العادل وتطير به إلى غير رجعة .

لست هنا أدعو للأنانية وحب الذات على حساب الأخرين ، فأحب العباد إلى الله أنفعهم لعباده ،

لكن الحب العادل بكفتيه الحقوق والواجبات ينساب في جدوله يعطي الحياة معناها واتزانها ، فيكون لكل شريك حصته الكاملة من الأخذ ومن العطاء .

إن الحب يزهر ويثمر وينضج بالأرواح الواعية

التي تعي متى تعطي ومتى تأخذ ، وتحقق فيه التوازن الجميل ..

بوعينا نصنع من الحب واحة خضراء نتفيء ظلالها ،

ووسادة أمان نركن إليها كلما أجدبت الحياة .

 

# سمية_تايه

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.